129

Intisar

الانتصار لسيبويه على المبرد

Investigator

د. زهير عبد المحسن سلطان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Genres

النفي كقولك: هل زيد إلا قائم بمعنى ما زيد إلا قائم، ولو كان هذا استفهاما في المعنى لما جاز دخول (إلا)، ولكن لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الإخبار، ومن الدليل على أنها إنما تكون في النفي، أنا إذا أدخلناها في غير الخبر المنفي أحالته إلى معنى الخبر المنفي، ألا ترى أنك تقول: هل زيد قائم؟ فيكون استفهاما صحيحا، وإذا قلت: هل زيد إلا قائم/ ٩٤/ بطل معنى الاستفهام وصار معنى الكلام إلى النفي، فكأنك قلت: ما زيد إلا قائم. وأما قوله: إنه لا يكون الوصف إلا في موضع لو كان فيه استثناء لجاز، فليس الأمر على ما ذكر، لأنا نقول: جاءني رجل غير زيد، فهذا وصف وليس باستثناء، لأنه [لا] تقول: جاءني رجل إلا زيد، فقد يجوز الوصف في موضع لا يجوز فيه الاستثناء كما جاز الاستثناء في موضع لا يجوز فيه الوصف. مسألة [٧٠] [قال:] ومن ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب لا يكون وليس وما أشبههما، زعم أن حاشا حرف جاء لمعنى فجر ما بعده وفيه معنى الاستثناء، وفصله من خلا إذا كانت "خلا" بمنزلة (في) إذا كانت حرف جر، ومخالفة (خلا) له إذا أردت بها الفعل. قال محمد: أما حاشا فبمنزلة خلا إذا أردت بها الفعل، إنما معناها جاوز، من قولك: خلا يخلو، كذلك حاشى يحاشي، وكذل قوله: أنت أحب الناس إلي ولا أحاشي أحدا، أي: ولا أستثني أحدا، وتصييرها فعلا بمنزلة خلا في الاستثناء قول أبي عمر الجرمي، وأنشد: ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد

1 / 169