حكمته وعلمه بآثار صنعته في الأعيان، وكذلك المشركون إنما عبدوا الأصنام لأجل الصنعة فيها.
جواب رابع: وهو أن قول القائل نحت كقوله ضرب وذلك يشتمل على ستة أشياء: على الفاعل، وعلى المصدر وهو الضرب والنحت وهو المفعول حقيقة وإنما فعل الفاعل فعلًا أو قعه فيه فيسمى مفعولًا له مجازًا، والفاعل لها هو الله (^١)، وعلى ظرف الزمان وظرف المكان وهما مفعول فيهما حقيقة (^٢)، وعلى الحال وهو مفعول فيه أيضًا حقيقة (^٣) فإذا كان الله هو الخالق للخمسة الأشياء وجب أن يكون خالقًا للسادس وهو المصدر.
جواب خامس: أن النبي ﷺ قال: "إن الله صانع الخزم وصانع كل صنعة" (^٤)، وهذا نص في موضع الخلاف يؤيد ما ذهبنا إليه من تأويل الآية. فاعترض هذا المخالف على هذا بثلاثة أمور أحدها أن قال: هذا الخبر غير موثوق بسنده.