وتذاكرا في مسائل الفقه والأصول وكان الديباجي أشعريا فنصر العمراني ﵀ مذهب السلف في أن القراءة هي المقروء (^١) واحتج على الديباجي بقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (^٢) وأن الإشارة بهذا إلى المتلو المقروء إلى أن سكب الديباجي العرق عن وجهه.
ثم عاد ﵀ إلى بلده مصنعة سير وبقي فيها يصنف ويدرس إلى سنة (٥٤٩ هـ) حيث تعذر سكنى سير بسبب حروب وفتن جرت بين أهلها فانتقل إلى ذي السفال، ثم إلى ذي أشرق ومكث فيها سبع سنين وكسرا انشغل خلالها بالتدريس والإقراء والتصنيف كما سمع خلالها عام (٥٥٥ هـ) (صحيح البخاري) و(سنن أبي داود) من الشيخ الحافظ علي بن أبي بكر الهمداني.
ثم ظهر ابن مهدي الخارجي واستولى على زبيد وتهامة ثم خلفه بعد موته ابنه مهدي بن علي فأغار على الجند وبواديها، فجعل الشيخ العمراني ﵀ خوف ابن مهدي سبيلًا للخروج من ذي أشرق فقد كان كره البقاء فيها بسبب فتن وقعت بين فقهاء ذي أشرق وفقهاء زبيد تسببت بالتباغض والتحاسد والتكفير، فتوجه الشيخ بعد خروجه في شوال سنة (٥٥٧ هـ) إلى ضراس (^٣) ثم إلى ذي السفال واستقر بها إلى أن توفي ﵀ في ربيع الآخر سنة (٥٥٨ هـ) كما سبق ذكره (^٤).
_________
(^١) الصواب أن بين القراءة والمقروء فرقا لأن القراءة فعل القارئ والمقروء كلام الله عزوجل وعدم التفريق بينهما مذهب لبعض السلف لدقة الفرق وعدم تبين كثير من الناس للفرق بينهما، وسأتي توضيح ذلك عند رد المصنف على اللفظية في الفصل رقم (٩٦).
(^٢) سورة الإسراء آية (٩).
(^٣) ضراس: قرية من أعمال ذى السفال. انظر: معجم المدن اليمنية ص (٢٥٩).
(^٤) انظر: طبقات فقهاء اليمن ص ١٧٤ - ١٨٠، طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ٣٣٦.
1 / 16