قال: ((وهو شيخ كامل البنية له همة وجلادة وقوة نفس وعقل جيد وسمعه ثقيل وقد ذهب غالب أسنانه)).
قال: ((وقد تعدى المائة بسنوات يسيرة)).
ثم ذكر الذهبي وفاته.
وقد أجمع الحفاظ على صحة سماع أحمد ابن الشحنة المذكور لجميع الصحيح فلا عبرة بمن قدح في ذلك.
والذي بلغنا من القدح أمران:
أحدهما: في سماعه للصحيح وأنه بفوت وقد بينا صحة سماعه لجميع الصحيح فما تقدم.
وقال الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي العاقولي -قدم علينا دمشق قبل الفتنة- في كتابه ((الدراية في معرفة الرواية)) في ترجمة الشيخ الثالث والخمسين من مشايخه حين ذكر بعض ترجمة الحجار وذكر سماعه من ابن الزبيدي لجميع الصحيح فقال:
((ثابت لا شك فيه ولا امتراء وذلك في سنة ثلاثين وستمائة بجامع الصالحية بسفح قاسيون ظاهر دمشق والعبرة في ذلك بقول الحفاظ المنزهين عن الأهواء والأغراض وقد سمع عليه البخاري بسنده هذا جماعة منهم وحققوه فلا عبرة بقول بعض أهل هذه البلاد في خطبة مشيخته تعريضا به: ((وفي سماعه بحوث وأنظار))، لأن قوله ذا ناشئ عن غرض بين لا خفاء به عند محقق وهو طلبه لما زعم من انحصار الرواية في الشيخ رشيد الدين وطبقته أنهم انقرضوا لئلا يشاركه في علوم روايته عنهم من سمعه من الحجار بعد وفاة الشيخ رشيد الدين بعشرين سنة وهذا من المقاصد الواجب تجنبها على كل مسلم والتحرز عن مثل ذلك في باب الرواية فإنه من الآفات التي يجب التنبه لها والتبري عنها وأي بحث ونظر فيما حققه الحفاظ العارفون وأخبروا به)) انتهى.
Page 409