Interpretation of Surah Al-Fatihah - Within 'Athar Al-Mualimi'

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
20

Interpretation of Surah Al-Fatihah - Within 'Athar Al-Mualimi'

تفسير سورة الفاتحة - ضمن «آثار المعلمي»

Investigator

محمد أجمل الإصلاحي

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ

Genres

وفيه ردٌّ لبعض شبهات المشركين الذين يشركون بالله، فيجعلوا (^١) بعض الحمد المختص به لغيره بدون إذنه. قال بعضهم كقدماء المصريين: إن ربَّ العالمين في نهاية العظمة والجلالة والكبرياء، والناسُ في غاية الحقارة، فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا لأن يعبدوه، بل ولا أن يذكروا اسمه؛ لأن ذلك إخلالٌ بحقِّ عظمته، وإنما قصاراهم أن يعبدوا الملائكة، ثم الملائكة يعبدون الله (^٢). وقال بعضهم: إننا لكثرة ذنوبنا وخطايانا لا نطمع في أن يجيب الله تعالى دعاءنا، فدعَوا الملائكة وغيرهم ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨]. وتمام هذا في رسالة "العبادة" (^٣). هذا، وقد زعم بعضهم ــ كما تقدم في الكلام على البسملة (^٤) ــ أن "الرحمن الرحيم" مؤخران عن تقديم، وأن التقدير: "الحمد لله الرحمن الرحيم رب العالمين". ولا أدري ما الباعث على هذا إلا أن يكونوا رأوا اسمي الرحمة متصلين بالجلالة في البسملة، فتوهَّموا أنه يلزم اتصالهما بها هنا أيضًا. وهذا وهمٌ تكفي حكايتُه عن ردِّه! ومناسبة اسمه "الرحمن" لاسم "الرب" واضحة، وقد قال تعالى: ﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ﴾ [النبأ: ٣٦ ــ ٣٧].

(^١) كذا في الأصل. (^٢) رسالة "العبادة" (ص ٦٨٨ وما بعدها). (^٣) (ص ٨٥١ وما بعدها). (^٤) انظر (ص ٧١).

7 / 93