Interpretation of Juz Amma by Sheikh Musaid Al-Tayyar
تفسير جزء عم للشيخ مساعد الطيار
Publisher
دار ابن الجوزي
Edition Number
الثامنة
Publication Year
١٤٣٠ هـ
Genres
= الثاني: أن يكون التزكِّي: كمال حصول الموعظة في القلب، والتذكر: ما يحصل في القلب من يسيرها، ويكون المعنى: إن لم يقع منه كمالُ تَزَكٍّ، وقع منه يسيرٌ ينفعه في المستقبل، والله أعلم. (١) يذكر بعض المفسِّرين أن معنى استغنى: استغنى بماله، ولا يمنع أن يكون هذا الكافر غنيًا بماله، غير أن المناسبَ لسبب النزول أن يكون استغنى عن الإيمان بالرسول ﷺ، والله أعلم. (٢) يذكر بعض المفسِّرين في «ما» احتمالًا آخرَ، وهو أن تكونَ نافية، ويكون المعنى: لا شيءَ عليكَ إذا لم يُسلم هذا الكافر، والأوَّلُ أنسبُ لسياق العتاب، والله أعلم. وفي كلا الاحتمالين إشارة لمَهَمَّة النبي ﷺ، وهي أنَّ عليه البلاغ، أما الهداية فمن الله، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ٢٧٢]، وقال: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٥٤]. (٣) أعاد بعض المفسِّرين الضميرَ في «ذكره» إلى الله، والمعنى: فمن شاء من العباد ذكرَ الله. غير أن سياق الآيات يدل على الأوَّل؛ لأن الحديثَ عن القرآن قبل هذه الآية وبعدها، والله أعلم.
1 / 52