Al-shafāʿa fī al-ḥadīth al-nabawī
الشفاعة في الحديث النبوي
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
ويقول نفسي، نفسي، اعمدوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، ثم يعمدون إلى عيسى ﵇ فيعتذر- رغم أنه لم يذكر ذنبًا - ثم يدلهم على صاحبها .. "ائتوا محمدا" فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فَذِكْرُ الأنبياء أخطائهم وقول عيسى هذا مع أنه لم يخطئ يدل على أن صاحب هذا المقام لا بد أن يكون مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (١) قال تعالى: «إنا فتحنا لك فتحًا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر» (٢).
وحينئذ يصلون إلى النبي محمد ﷺ صاحب الشفاعة العظمى يقول ﷺ: «أُعْطِيتُ خمسًا لم يعطهن أحد قبلي ... وأعطيت الشفاعة ...» (٣).
قال الإمام النووي: «هي الشفاعة العامة التي تكون في المحشر بفزع الخلائق إليه ﷺ» (٤). ويصل الأمر إلى صاحب الشفاعة العظمى فيقول: " انا لها، انا لها" فينطلق ويخر تحت العرش ساجدا فيلهمه الله ﷻ تحاميد لم يكن يعرفها من قبل، وجاء في حديث حذيفة ﵁ «يجمع الله الناس في صعيد واحد فيقال: يا محمد فاقول: لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك واليك تباركت وتعاليت سبحانك لا ملجا ولا منجا منك إلا اليك» (٥)، ويقال للنبي ﷺ:-يا محمد إرفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فيقول: يا رب أمتي .. أمتي.
وهنا يعترضنا سؤال هو: هل شفاعة النبي ﷺ لامته خاصة أو للناس عامة؟ وقد حررنا القول فيه في موضوع المقام المحمود (٦) فيشفع ﷺ لأهل الموقف جميعا بِرَّهُمْ وفاجِرَهُم، إنسَهُم وجِنَّهُم، فيحمده أهل الجمع كلهم على هذا المقام الذي لم يقدر على الإقدام عليه غيره صلوات الله عليهم اجمعين (٧).
(١) انظر فتح الباري ١١/ ٥٣٣.
(٢) الفتح/١.
(٣) انظر تخريجه لاحقا برقم (٣٣).
(٤) شرح مسلم ٦/ ٤ وانظر فتح الباري١١/ ٥٧٥.
(٥) انظر تخريجه لاحقا برقم (٣٩).
(٦) انظر ص ٥٣ من كتابنا هذا.
(٧) انظر شرح مسلم ٣/ ٥٧، ومجموع الفتاوي، إبن تيمية ٣/ ١٤٧.
1 / 82