صباح (تتوجع وتقول) :
هي بتغني لبنتها، مالهم بيها، وابن الهيفة أبوها مالهم بيها، هي ماشية في حالها، ما يسيبوها في حالها.
الشرطي :
بنتها مين وأبوها مين، قدامي، قدامي.
صباح :
حياخدوها تاني، كل ما يشوفوها ياخدوها، يودوها ويجيبوها، ويجيبوها ويودوها، مالهمش شغلة غيرها. (الشرطي يشد صباح. يظهر عدد من رجال الشرطة، يحوطونها ويضعونها في سيارة بوليس.) (يسمع صوت الأحذية الثقيلة السريعة على الأرض، وصوت بوق سيارة البوليس.) (ظلام، صمت.) (يسمع صوت سلاسل حديدية، صوت وقع أقدام على الأرض، صوت مفتاح حديدي يدور ثلاث مرات في باب حديدي.) (صرير باب حديدي يفتح وينغلق، يتكرر الصوت عدة مرات في سكون كامل.) (صمت، ظلام.)
صوت صباح المتسولة :
مالهمش شغلة غيرها، بيجيبوها ويودوها. (يزحف ضوء الفجر الخفيف، يكشف عن صباح المتسولة جالسة في فناء السجن الخارجي بجوار باب حديدي ضخم له قضبان. أعلى الباب على الجدار رقعة نحاسية صغيرة كتب عليها: عنبر المتسولات.) (يقود الباب إلى حوش صغير داخلي، ثم إلى باب حديدي آخر ضخم يقود إلى عنبر المتسولات. تمد يدها من خلال القضبان الحديد لتشد عود جرجير من الأعواد القليلة المزروعة في الحوش الداخلي الصغير، لكن يدها لا تصل إلى عود الجرجير. العنبر له جدران عالية جدا، والحوش أيضا له جدران عالية جدا تعلوها الأسلاك الشائكة.) (صوت الكروان.) (ترفع وجهها إلى السماء كأنما تبحث عن الكروان.)
صباح المتسولة (تغني وهي تنظر إلى السماء) :
آدي الزمن اللي لوع اللي كان على كيفه، وبلبل الصبر في الفنجان وسقاه على كيفه، وآدي بنات الحلال في السجن مرمية وابن الهيفة بيتحكم على كيفه، الصبر كله حكم واللي شبك أهو بان، من بره مزوق ومن جوه مليان دخان، واصبر يا عين ده كل شيء بأوان. (رجل زبال يلم من فناء السجن الخارجي في صفيحة كبيرة، يترك بعض الزبالة قرب الباب إهمالا وكسلا.)
Unknown page