وهذه السمكة، السيلاكانت، التي وجد منها إلى الآن اثنتان حيتان ثانيتهما في ديسمبر سنة 1953 هي البشيرة الأولى لخروج الحيوان من الماء إلى اليابسة، فإنما تحتوى على قائمتين أماميتين تستطيع أن تسير بهما على الرمل، وهي تسير بهما الآن على قعر البحر، ثم تحتوى، وهذا أخطر، على مثانة هوائية هي الأصل للرئة لحيوان اليابسة.
وهناك أسماك كثيرة تستطيع السير على قعر النهر أو البحر كما نرى في الجرنار، فإن هناك نحو أربعين نوعا من هذا السمك تستطيع كلها السعي على الطين؛ لأن جزءا من زعنفتيها الأماميتين قد استحال إلى ما يشبه الأصابع، ولكنها بعيدة عن أن تبلغ مقام السيلاكانت في التطور نحو حيوان اليابسة.
وكذلك هناك أربعة أو خمسة أنواع من الدبنوئيات؛ أي: التي يزدوج تنفسها، فهي حين تكون في الماء تتنفس بخياشيم في الماء، فإذا جف الماء تنفست بما يشبه الرئة، وتحفر لنفسها حفرة في الطين ثم تتحوى وتبقى فيه في سبات نحو ثلاثة أو خمسة شهور حتى يعود الماء فتعود إلى السباحة والتنفس بخياشيم.
وفصيلة الدبنوئيات لا تسعى على الطين أو الرمل، وفي النيل واحدة من هذه الأسماك الدبنوئية.
أما السيلاكانت فكانت تمتاز بالميزتين: القدرة البدائية على اختزان الهواء في مثانة تومئ إلى الرئة، ثم القدرة على السعي على الطين أو الرمل.
ونحن من سلائل السيلاكانت أو سلائل أبناء عمومتها.
وبخروج الأسماء إلى اليابسة ظهرت البرمائيات مثل الضفادع.
ثم ظهرت الزواحف الكبرى التي انقرضت ومنها الديناصور ولم يبق من هذه الزواحف سوى الثعابين والحيات والعظايا والسلاحف واللجا، ولكن منها أيضا التماسيح والسلاحف والورل.
ومن الزواحف ظهر فرعان كبيران، أحدهما اللبونات؛ أي: الرواضع التي نحن منها، والآخر الطيور.
هل تنقرض هذه الحيوانات الجميلة
Unknown page