Al-Insaf fi al-intisaf li-ahl al-haqq min ahl al-israf
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
Genres
به كثير منهم(1).
وهم يعلمون ويتحققون أن أبا بكر وأتباعه الذين اختاروه وقدموه ونصبوه لم يسندوا خلافته إلى النص أصلا، لأنهم لو يكونوا أسندوها إلى ذلك لورد في صحاح السنة الأثر بذلك عنهم، فلما لم يرد في صحاحهم شيء من ذلك، بل لم يرد في صحاحهم إلا ما هو مصرح بأنهم لم يسندوا خلافته إلا إلى الاختيار والبيعة لاغيرا الاترى إلى قول عمر وحكايته ما جرى واتفق يوم السقيفة: "فلم نجد في امرنا أقوى من مبايعة أبي بكر"(2)! فلما كان ذلك كذلك، علمنا وتحققنا بطلان القول بالنص على أبي بكر، وأن الدعوى به حادثة وقت إحداث أهل البدع بدعهم، ولم يقصد محدثه إلا معارضة قول الشيعة الامامية، وما ذلك إلا لما علم وتحقق قؤة ما تمسكوا به من ذلك، فقال بمثل قولهم وتمسك بمثل متمسكهم وأدلى بمثل حجتهم: قوله: "ثم عزم رسول الله على أن يكتب العهد بالخلافة لأبي بكر، ثم ترك ذلك لعلمه بأن المسلمين يولونه ويختارونه"(3) - فجعل ابن تيمية السبب في ترك الكتاب علم النبي أن المسلمين لا يختارون غيره، فترك كتابة
Page 259