Al-Insaf fi al-intisaf li-ahl al-haqq min ahl al-israf
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
Genres
عز وجل ونسبه إلى العباد في قوله: (فمن افتدى فإنما يفتدي لنفسه"(1)، فهذا الهدي هو من فعل العباد بعناية الله وتوفيقه وإعانتهم لهم على ذلك بما فعله سبحانه من الألطاف وغيرها.
و أنه لو يكن كما تقوله السنة: من أن الله هو خالق الهدى في قلب المهتدي، وخالق الضلال في قلب الضال، لما كان قال سبحانه: (فاشتحثوا العى على الهدى" (2)، والله سبحانه قادر على أن يخلق فيهم الاهتداء! وذلك حسن، لكن بشرط أن لا ينتفي اختيار المكلف ورغبته إلى الاهتداء، بحيث يستقل الله سبحانه بخلق الهدى وايجاده فى قلب العبد، فإن العبد لا يستحق بذلك ثوابا، ويكون بمنزلة من لم يفعل هدى ولا ضلالا، ويخرج عن كونه مكلفا، لخلق الله ذلك فيه والجائه واجباره عليه، والالجاء والاجبار ينافي التكليف إجماعا، وذلك قبيح عقلا وشرعا .
وان كان فعل الله الهدى بالعبد لا يبلغ الالجاء، بل صدر عن العبد ما شاء منه واختار بتوفيق الله وعنايته والطافه المقربة للعبد من الهدى الحاصل منه والواقع به من فعله بقدرته وإرادته، فإنه يستحق على ذلك الثواب الموعود به على فعل الهدى بقدرته وإرادته.
قوله: "فهذا يهتدي بنفسه لا بمعونة الله) .
قلنا: هذا كذب على الامامية من ابن تيمية قطعا! ويدل عليه قول ابن
Page 169