في البيضاوي١، فهذا مثل آية يونس التي قدمناها، وإنَّما هذه حصرت أولياءه على المتقين، فالمتقي هو الولي، وغير المتقي لا يكون وليًا، والمتقي هو المؤمن الآتي بالواجبات والمجتنب للمقبحات، والذي يصدق عليه كلامُ المجيب في حده للولي، ولكنَّ المجيبَ وأشباهه يريدون بالولي غير هذا.
ولقد كبرت كلمةٌ قالها شيخ شيخنا إبراهيم الكردي٢ في كتابه "قصد السبيل" فإنَّه قال في خطبته: "إنَّ معرفة الله التي وراء طور العقول مما لا تستقل العقول بإدراكها بطريق الفكر وترتيب المقدمات وإنَّما يدرك بنور النبوة والولاية"٣ ولم يزل هكذا يجعل الولاية قسيمًا للنبوة كأنَّه يريد أنَّ الولي غيرُ داخلٍ تحت الدعوة النبوية، ولا من الأمة المحمدية، بل هو قسيمٌ له، وهذا من الجهل أولًا بدعوى أنَّ الولي غيرُ المؤمن التقي، بل له رتبةٌ غير هذه الرتبة، ثم دعوى أنَّه يستمد من غير واسطة الرسول، وهم كذا يصرحون بذلك. واعلم أنَّ البيضاوي وغيره يقسمون التقوى٤ ثلاث مراتب: "التقيّ صفة مشبهة من قولهم وقاه الله فاتقى، والوقاية فرط الصيانة،