Insaf
الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري، عن أبي العلاء المعري
Genres
أبا الهيثم اسمع ما أقول فإنما ... ... تعين على ما رمت خير معان قريضي هجاء إن حرمت مديحه ... لأروع وضاح الجبين هجان
أطل على بغداد كالغيث جاءها ... به سعد نجم في أجل أوان
نضاها ثياب المجد وهي لباسها ... وبدلها من شدة بليان
فيا طيب بغداد وقد أرجت به ... ... على بعدها الأطراف من أرجان
غدا بكم المجد المضيء وإنه ... ... ليقمر من أضوائه القمران
مسر المعالي دوننا، هل تسرها ... بطون وهاد أو ظهور رعان
نأى ما نأى والموت دون فراقه ... فما عذره في النأي إذ هو دان
فكن حاملا مني إليه رسالة ... ... تبين إليه (¬1) في هضاب أبان
فإن قال أخشى من فلان تشبها ... فقل ما فلان عندنا كفلان
هو الخل ما فيه اختلال مودة ... ... فلا تخش منه زلة بضمان
فإن خنت عهدا أو أسأت خليقة ... ولم يك شأني في المودة شاني
فلا أحسنت في الحرب إمساك مقبضي ... يميني ولا يسراي حفظ عناني
لعل حياتي أن تعود نضيرة ... ... لديه كما كانت، وطيب زماني
وهذا أبو صالح قائل هذا الشعر، هو أبو صالح محمد بن المهذب بن علي بن المهذب بن أبي حامد بن محمد بن همام التنوخي المعري؛ كان كبير القدر، جليل الأمر، فاضلا عالما، زاهدا، محدثا، شاعرا، حدث بالكثير عن أبي العلاء المعري، وجده علي بن المهذب بن محمد، والقاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم قاضي معرة النعمان، وجماعة سواهم. وكان ابن عمة أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان.
فصل
في ذكر ذكاء أبي العلاء وفطنته ، وسرعة حفظه
وألمعيته، وتوقد خاطره وبصيرته
Page 73