قابلته لأول مرة في اجتماع في الجورنال، كان يحرك عينيه الخضراوين من تحت النظارة البيضاء على الوجوه في الاجتماع. - سيتولى الأستاذ شاكر صفحة السياسة المحلية.
أصدر رئيس التحرير أمره وهو جالس وراء مكتبه الكبير من البلور.
منصب جديد
من فوق صلعته اللامعة تحت الضوء يطل الوجه المربع الكبير من الصورة داخل البرواز الذهبي، شعره أسود قاتم كأنما مصبوغ أو شاب في ربيع العمر.
المحررون يرمقون الصحفي الجديد بنظرة متوجسة، يضع نظارة طبية، عيناه من وراء الزجاج فيهما نظرة فاحصة على غرار عيون الأطباء، قال المسئول عن صفحة السياسة المحلية: وأروح أنا ورا الشمس يا أستاذ؟ - لأ انتم الاتنين تشتغلوا مع بعض. - إزاي يا أستاذ؟ المركب اللي لها ريسين تغرق.
يختلس الصحفي نظرة متشككة إلى القادم الجديد، ليس شابا حديث التخرج، يبدو في الأربعين، لم يسمع اسمه في مجال السياسة أو الصحافة، يرتدي بذلة كاملة، بالرغم من أن الجو ليس باردا، بشرته تميل إلى البياض، عيناه خضراوان، أيكون من مصر أو من الشام؟ أنيق المظهر، أيكون من عائلة ذات نفوذ؟ أتكون له واسطة كبيرة في الحكومة؟
لم يكن سهلا لحملة الدكتوراه والماجيستير الحصول على وظيفة عادية فما بال صحفي في جورنال مهم، ومسئول أيضا عن صفحة السياسة المحلية؟
قالت كوكب مسئولة صفحة المرأة: القيادة الجماعية أفضل من القيادة الفردية، ويمكن أن يكون للصفحة مسئول أو اثنان أو ثلاثة، مش مهم المنصب المهم الشغل.
رمقتها العيون في صمت وغضب مكبوت، تستطيع برمش عينها أن ترسل الواحد منهم وراء الشمس. - يا أستاذة كوكب يمكن لسعادة الأستاذ شاكر أن يتولى مع سعادتك صفحة المرأة؟
ضحك المحررون، تقلص وجه رئيس التحرير، غمزت كوكب بعينها الصحفي الجديد: ماعنديش مانع، عندك مانع يا أستاذ شاكر؟
Unknown page