إن الحياة الجسدية هي وديعة مودعة عندنا، والثروة المالية التي نحصل عليها ينبغي أن نستعملها لننال الثروة الحقيقية.
إذا توظف رجل وكيلا لأحد الأغنياء ينبغي عليه أن يفتكر دائما بأن الغني يحاسبه على أعماله، ويحتمل أن يطرده في كل ساعة من وظيفته فيصبح لا يملك شيئا، ويفعل ذلك الوكيل عين العقل إذا كان أثناء وجوده وكيلا للغنى متصرفا بثروته، يصنع الخير لجميع الناس، حتى إذا أصبح يوما ما من غير وظيفة يعطفون عليه ويطعمونه خبزا، وعلى هذا المثال ينبغي على الناس أن يسيروا في حياتهم الدنيوية، وليعلموا أن الجسد هو كثروة الغني يتصرفون به إلى أجل مسمى، فإذا أحسنوا الاستعمال ينالون الثروة الحقيقية.
فإذا نحن لم نعط ثروتنا الكاذبة فإننا نخسر الحقيقية ، فلا يجوز خدمة الحياة الكاذبة والروح معا، فإما أن نخدم المال أو نخدم الله؛ لأن الثروة هي شر في عيني الله، والغني يرتكب خطيئة لا تغتفر؛ لأنه يعيش بالرفاه والرخاء ويأكل المأكولات الفاخرة، والمساكين على بابه يتضورون جوعا وبطونهم خاوية خالية، ومن الحقائق المقررة: أن من لا يصنع الإحسان للناس فلا يتمم إرادة الله.
وجاء مرة إلى يسوع رجل فريسي غني، وأخذ يمدح ذاته بقوله: إنه يتمم جميع وصايا الناموس، فقال له يسوع: إنه توجد وصية أخرى تأمر بأن تحب جميع الناس مثل نفسك، فقال الفريسي: إنه كذلك، فقال له يسوع: لا أصدق ذلك؛ لأنك لو كنت تحب الناس لما كنت غنيا صاحب أملاك واسعة، بل كنت توزع مقتنياتك على الفقراء، وتعطيهم من أموالك.
ثم قال يسوع لتلاميذه: يتبادر لذهن الناس أن العيشة غير مستطاعة بدون المال، ولكني أقول لكم: إن حياة الإنسان الحقيقية هي أن يعطي كل ما يملك للآخرين.
وحدث أن رجلا اسمه زكا سمع تعليم المسيح وصدقه، ثم دعاه إلى بيته، وقال له: إني أعطي نصف أملاكي للفقراء، وأرد أربعة أضعاف لكل من سلبت منه شيئا، فقال يسوع: هو ذا إنسان يسعى إلى تتميم إرادة الآب.
لا يستطيع أحد أن يقيس فعل الخير بمقياس، ولا يصح أن نقول: فلان أعطى كثيرا وفلان أعطى قليلا، فالأرملة التي دفعت قرشا واحدا أعطت أكثر من الغني الذي دفع الألوف.
متى، 12: 46: وجاءت إلى يسوع أمه وإخوته ولم يستطيعوا أن يروه لكثرة الجموع.
لوقا، 8: 20: فتقدم إليه رجل، وقال له: إن أمك وإخوتك واقفون خارجا يريدون أن يروك.
21: فقال له: إن أمي وإخوتي هم الذين يعرفون إرادة الله ويتممونها.
Unknown page