65

Injad Fi Abwab Jihad

الإنجاد في أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه وذكر جمل من آدابه ولواحق أحكامه

Investigator

(مشهور بن حسن آل سلمان ومحمد بن زكريا أبو غازي) (ضبط نصه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه وآثاره)

Publisher

دار الإمام مالك

Publisher Location

مؤسسة الريان

وخوضهم في حدود الله وآياته، وإمكانًا لسبيلهم عليه؛ بجريان أحكامِهم هنالك وسلطانهم، وكلّ ذلك حرام بنصِّ القرآن. وخرَّج أبو داود (١) عن جرير بن عبد الله قال: بعث رسول الله ﷺ سريَّةً إلى خثعم، فاعتصم ناسٌ منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبي ﷺ؛ فأمر لهم بنصف العقل. وقال: «أنا بريءٌ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين»، قالوا: يا رسول الله، لمَ؟! قال: «لا تُراءى ناراهما» . وخرَّج -أيضًا- (٢) عن سمرة بن جندب: أما بعد، وقال رسول الله ﷺ: «من

(١) في «سننه» في كتاب الجهاد (باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود) (رقم ٢٦٤٥) . وأخرجه الترمذي (رقم ١٦٠٤) مرسلًا، ليس فيه ذكر جرير. وقال: وهذا أصح، ورجّح البخاري وغيره المرسل. وأخرجه الطبراني في «الكبير» (رقم ٢٢٦١ و٢٢٦٢)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/١٢-١٣)، وفي «الشعب» (٧/٣٩/٩٣٧٣) مختصرًا بلفظ: «من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذِّمة» . وأورده الهيثمي في «المجمع» (٥/٢٥٣) من حديث خالد بن الوليد، أن رسول الله ﷺ بعثه إلى ناس من خثعم ... الحديث. وقال: «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» . قلت: رواه الطبراني في «الكبير» (٤/١٣٤ رقم ٣٨٣٦) . والحديث صحيح. انظر: «السلسلة الصحيحة» (٢/٢٢٨/رقم ٦٣٦) . (٢) في «سننه» في كتاب الجهاد (باب في الإقامة بأرض الشرك) (رقم ٢٧٨٧)، والطبراني في «الكبير» (رقم ٧٠٢٣، ٧٠٢٤)، من طريق سليمان بن موسى أبي داود، عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خُبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة، به. وإسناده ضعيف. ففيه: سليمان بن سمرة. قال الحافظ: «مقبول» . وفيه ابنه خبيب: مجهول. وجعفر بن سعد بن سمرة: ليس بالقوي. وسليمان بن موسى أبو داود: فيه لين. وأخرجه البزار (ق ٢٥٣- الكتانية)، والطبراني في «الكبير» (رقم ٦٩٠٥)، والحاكم (٢/ ١٤١-١٤٢)، والبيهقي (٩/١٤٢)، عن إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١/١٢٣)، عن أبي العباس الشعراني، عن إسحاق بن سيَّار، عن محمد بن عبد الملك، كلاهما (إسحاق، ومحمد) عن همَّام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا، نحوه. فالحديث حسن بهذين الطريقين. وانظر: «السلسة الصحيحة» (رقم ٢٣٣٠)، و«صحيح أبي داود» لشيخنا الألباني ﵀. والحديث السابق يشهد لهذا.

1 / 66