42

Inheritance of the Prophets Explained: Commentary on Abu Darda's Hadith

ورثة الأنبياء شرح حديث أبي الدرداء

Investigator

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Publisher

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Genres

ومنهم الكفار والمنافقون، ومنهم العصاة الظالمون لأنفسهم. فلم يشعروا إلا وقد طرقهم داعي الملك، فأخرجهم عن أوطانهم، واستدعاهم إلى الملك، فقدموا عليه قدوم الآبق على سيده الغضبان. فإذا تأملت أقسام الناس المذكورة لم تجد أشرف ولا أقرب عند الملك من العلماء الربانيين، فهم أفضل الخلق بعد المرسلين. قوله ﷺ: "وَإِنَّ العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ". يعني أنّهم ورثوا ما جاء به الأنبياء من العِلْم، فخلفوا الأنبياء في أممهم بالدعوة إلى الله وإلى طاعته، والنهي عن معاصي الله والذب عن دينه. وفي مراسيل الحسن، عن النبي ﷺ قال: "رَحْمَةُ اللهِ عَلَى خُلَفَائِي. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي مِنْ بَعْدِي وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ". وقد روي نحوه من حديث (١) علي بن أبي طالب ﵁ مرفوعًا أيضًا. فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه، كما قال ابن المنكدر: إِنَّ العَالِمَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، فَلْيَنْظُرْ كَيفَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمِ. وقال ابن عيينة: أَعْظَمُ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ كَانَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ: الأَنْبِيَاءُ، وَالعُلَمَاءُ. وقال سهل التستري: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَجَالِسِ الأَنْبِيَاءِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَجَالِسِ العُلَمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ، أيش تَقُولُ فِي رَجُلٍ حَلَفَ عَلَى امْرَأَتِهِ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: طُلِّقَتْ امْرَأَتُهُ، وَيَجِيءُ آخَرُ فَيَقَولُ: مَا تَقُولُ

(١) أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (١/ ١٦٣) عن علي بنحوه. وقال الذهبي في "الميزان" (١/ ٢٧٠): هذا باطل. وذكره الديلمي في "فردوس الأخبار" (١/ ٤٧٩) بلفظ: "اللهم ارحم خلفائي، الذين يرون أحاديثي وسنتي، ويعلمونها الناس".

1 / 47