بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع أثره إلى يوم الدين.
أما بعد
فإن الله ﷿ أنزل القرآن العظيم المجيد نورًا مبينًا، وذكرًا حكيمًا، وهدى وبشرى للمسلمين، وذكرى ورحمة للمؤمنين، وهدى وموعظة للمتقين، وبرهانًا وشفاء لما في الصدور ومباركًا، أنزله الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
ولما كان القرآن بهذه المنزلة العالية الرفيعة، والمكانة المرموقة، اشتغل به علماء الإسلام قديمًا وحديثًا تلاوة، وحفظًا، وفهمًا، وتدبرًا، وعملًا بما فيه، وأولوا تفسيره اهتمامًا بالغًا، وهذا كله من حفظ الله لهذا الكتاب الذي تكفل الله بحفظه.
وكان من أبرز جوانب اهتمام العلماء بالقرآن الكريم محاولة استنباط الأحكام الشرعية، والهدايات القرآنية، والمعاني التربوية والسلوكية ونحو