259

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

قال ابن عثيمين: (من فوائد الآية: أن الرسل ﵈ يتفاضلون؛ لقوله تعالى: ﴿فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾). (^١)
وأما ما ثبت في السنة من النهي عن تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض، ونهيه عن تفضيله ﷺ خاصة على بعض الأنبياء، كما في الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ مرفوعا «لا تفضلوا بين الأنبياء» (^٢)، وقال: «لا تخيروني على موسى» (^٣)، وفي هذا يظهر إشكال بين الآية والأحاديث، وقد خرَّج بعض العلماء وجوهًا من القول في توجيهه (^٤) منها: أن هذا كان له سبب، فإنه كان قد قال يهودي: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فلطمه مسلم، وقال: أتقول هذا ورسول الله ﷺ بين أظهرنا؟ فجاء اليهودي فاشتكى من المسلم الذي لطمه، فقال النبي ﷺ هذا (^٥)، لأن التفضيل إذا كان على وجه الحمية والعصبية وهوى النفس كان مذمومًا، فإن الله حرَّم الفخر، وقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ﴾ [الإسراء: ٥٥]، وقال تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ

(^١) تفسير العثيمين (٣/ ٢٣٨).
(^٢) أخرجه بنحوه البخاري في كتاب التفسير باب قوله (وإن يونس لمن المرسلين) برقم (٣٤١٤) (٤/ ١٥٩)، ومسلم في باب: من فضائل موسى ﵊ (٤/ ١٨٤٣)، رقم (٢٣٧٣).
(^٣) أخرجه البخاري في كتاب الخصومات باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهود برقم (٢٤١١)، (٣/ ١٢٠)
(^٤) ينظر: لوامع الأنوار البهية للسفاريني (٢/ ٢٩٨)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (٣/ ١٤٤)، وشرح النووي على صحيح مسلم (١٥/ ١٢٩)، وفتح الباري لابن حجر (٦/ ٥١٩)، وتفسير القرآن العظيم (١/ ٦٧١).
(^٥) تقدم توثيقه.

1 / 259