من هذا المكان ومن الذي فوق الجبهة أيضًا وهدم الأبنية والحوانيت المستجدة هناك. وفيها شكى الحاج من أمير الركب الدمشقي لنائب الشام فرسم عليه فدخل الحمام فجب ذكره وأنثبيية بالموسن فحمل مغشيًا عليه فلما رأه النائب أمر بإطلاقهإلى منزله فبقي مدة متمرضًا ثم أفاق وعاش وهو ابن أفجا.
وفي ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول خسف القمر واستمر إلى التسبيح.
وفي هذه السنة ملك اللنك واسمه تيمور بفتح المثناة وسكون التحتانية وضم الميم وسكون الواو بعدها راء ومعناه بالعربية حديد بن ترغاي بن الغاي المغلى وأصله من كش مدينة مشهورة مما وراء النهر بينها وبين سمرقند يوم واحد ويقال: إن أمه أو جدته من ذرية جنكز خان ومولده على ما كان يذكر في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وكان أبو هـ من الفلاحين ونشأ خاملًا إلا أنه كان قوي القلب. شديد البطش ذكيًا فطنًا مطبوعًا على الشر ولما بلغ أشده وترعرع صار يتحرم فسرق مرة فرماه راعيها بسهم فأصاب رجله فعرج منه فمن حينئذ قيل له اللنك ثم انضمت إليه طائفة فصار يقطع الطريق ويقال: أنه كان ببلدهم عابد يقال له شمس الدين الفاخوري ولأهلها فيه اعتقاد زائد فقصده اللنك فزاره وأهدى له ماعزًا وقعد بين يديه فسأله أن يدعو له بأمور يتمناها فدعا له بأن تقضى حاجته فكان لا يتوجه إلى جهة فيرجع خائبًا وكان يلهج بأنه سيملك البلاد ويبيد العباد
1 / 17