In the History of Pre-Islamic Literature
في تاريخ الأدب الجاهلي
Publisher
مكتبة دار التراث
Edition Number
طبعة دار التراث الأول
Genres
قبائل، فكانت مهنتهم الرواية وذلك لما رأوا من اهتمام عظيم بالأدب وروايته، وبخاصة من الخلفاء والأمراء والولاة والحكام. وقد حفلت كتب الأدب والتاريخ بالكتابة عن عشرات من هؤلاء الرواة، ومما ورد إلينا يتبين أنه كان من هؤلاء الرواة، الأمين الثقة، والمتهم المشكوك في نزاهته. وفيما يلي نبذة عن أشهر هؤلاء الرواة ومن بينهم من قام بتدوين الأدب بجانب روايته، ونذكرهم هنا مرتبين ترتيبًا زمنيًّا بحسب وفاتهم:
١-محمد بن السائب الكلبي: من علماء الكوفة بالتفسير والأخبار وأيام الناس، ومقدم الناس بعلم الأنساب: توفي بالكوفة سنة ١٤٦هـ٢٦ -٧٦٣م وكان مصدرًا يعتمد عليه الأخباريون المتأخرون، وهو من أصل عربي قضى حياته بين البصرة والكوفة.
٢٦ الفهرست ص١٤٠ ياقوت ٦ ص٩٣.
٢- عوانة بن الحكم بن عياض: من بني كلب، كان عالمًا بالشعر والأنساب. والأخبار، توفي سنة ١٤٧هـ-٧٦٤م وهو من علماء الكوفيين٢٧.
٢٧ الفهرست ص١٤٥ وبروكلمان جـ١ ص ١٣٨.
٣- محمد بن إسحاق: صاحب السيرة، مطعون فيه، غير مرضي الطريقة، يقال: كان يعمل له الأشعار، ويؤتى بها، ويسأل أن يدخلها في كتابه في السيرة فيفعل، فضمن كتابه من الأشعار ما صار فضيحة عند رواة الشعر، وأخطأ في النسب الذي أورده في كتابه، وكان يحمل عن اليهود والنصارى، ويسميهم في كتبه أهل العلم. وأصحاب الحديث يضعفونه ويتهمونه، مات سنة ١٥٠هـ٢٨ ويقول عنه ابن سلام٢٩: وكان ممن هجن الشعر وأفسده، وحمل كل غثاء محمد بن إسحاق، مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، فنقل الناس عنه الأشعار وكان يعتذر منها ويقول: لا علم لي بالشعر، أوتى به فأحمله، ولم يكن ذلك له عذرًا، فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرًا قط، وأشعار النساء فضلًا عن الرجال، ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود، فكتب لهم أشعارًا كثيرة، وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف، معقود بقوافٍ. أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر، ومن أداه منذ ألوف السنين، والله ﵎ يقول: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أي لا بقية لهم. وقال أيضًا: ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى،
٢٨ الفهرس لابن النديم، ص١٤٢. ٢٩ طبقات الشعراء ص٤.
1 / 119