250

Imtiāʿ al-asmāʿ bimā li-l-nabī min al-aḥwāl waʾl-amwāl waʾl-ḥafada waʾl-matāʿ – al-juzʾ 1

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Editor

محمد عبد الحميد النميسي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

بيروت

حماية النقيع لخيل المسلمين
ولما مرّ رسول اللَّه ﷺ بالنقيع [(١)] رأى سعة وكلأ وغدرا [(٢)] كثيرة، فأمر حاطب بن أبي بلتعة أن يحفر به بئرا، وأمر بالنقيع أن يحمى، واستعمل عليه بلال ابن الحارث المزني، قال: وكم أحمي منه يا رسول اللَّه؟ قال: أقم رجلا صيتا- إذا طلع الفجر- على هذا الجبل فحيث انتهى صوته، فاحمه لخيل المسلمين وإبلهم التي يغزون عليها. قال: يا رسول اللَّه، أفرأيت ما كان من سوائم [(٣)] المسلمين؟ فقال:
لا يدخلها. قال: أرأيت المرأة والرجل الضعيف يكون له الماشية اليسيرة وهو يضعف عن التحول؟ قال: دعه يرعى.
وسبّق ﷺ يومئذ بين الخيل والإبل، فسبقت القصواء الإبل وعليها بلال، وسبق فرسه الظرب وعليه أبو أسيد الساعديّ.
بدء حديث الإفك
وكان حديث الإفك [(٤)]، وذلك أن رسول اللَّه ﷺ نزل منزلا ليس معه ماء، وسقط عقد عائشة ﵂ من عنقها، فأقام ﷺ بالناس حتى أصبحوا، وضجر [(٥)] الناس وقالوا: حبستنا عائشة. فضاق بذلك أبو بكر ﵁ وعاتب عائشة عتابا شديدا.
نزول آية التيمم
ونزلت آية التيمم
فقال رسول اللَّه ﷺ: كان من قبلكم لا يصلون إلا في بيعهم وكنائسهم، وجعلت لي الأرض طهورا حيثما أدركتني الصلاة.
ونزلت آية التيمم عند طلوع الفجر، فمسح المسلمون أيديهم بالأرض، ثم مسحوا أيديهم إلى

[(١)] النقيع: من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة يسلكه العرب إلى مكة منه، وه نقيع الخضمات (معجم البلدان) ج ٥ ص ٣٠١.
[(٢)] غدر: جمع غدير، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل (المعجم الوسيط) ج ٢ ص ٦٤٥.
[(٣)] السوائم: جمع سائمة، وهي الإبل الراعية.
[(٤)] الإفك: أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء، وقيل هو البهتان وهو الأمر الّذي لا تشعر به حتى يفاجأك، وأصله الكذب بكونه إفكا لأن المعروف من حال عائشة خلاف ذلك (التفسير الكبير للفخر الرازيّ) ج ٢٣ ص ١٧٢.
[(٥)] في (خ) «ضحى» .

1 / 212