93

Imraa Tadakhkhala

تدخل‎ امرأة

Genres

صاحت إديث، في غضب: «هلا تتركين بيتي فورا؟» ثم أردفت: «لن أستمع إليك.»

ردت جيني: «أوه لا، ستفعلين؛ إذ إنني سأحذو حذوك، ولن أسمح لك بالخروج حتى تسمعي ما أود أن أخبرك به.»

وبعد أن قالت الخادمة الهاوية هذا، جرت برشاقة إلى الباب، وأسندت ظهرها إليه.

الفصل السابع والعشرون

وقفت جيني بروستر وظهرها للباب، وعلى وجهها ابتسامة لطيفة. «هذا يوم التمثيل بالنسبة إلي، يا آنسة لونجوورث. لقد مثلت دور الخادمة على نحو بارع للغاية، لدرجة أنني خدعت عدة أفراد في هذه الأسرة. أنا الآن أقلدك في تمثيليتك الدرامية المثيرة: «ما حدث بالبحر». ألا تعتقدين أنني أؤدي هذا بإتقان شديد؟»

ردت إديث، وهي تجلس مرة أخرى: «بلى.» ثم أردفت: «أتساءل لماذا لم تتخذي من التمثيل مهنة لك.» «لقد فكرت كثيرا في فعل هذا، لكن مجال الصحافة مثير أكثر.» «ربما. لكن به لحظات خيبة أمل. عندما مثلت تمثيليتي الدرامية، كما تسمينها ، على متن السفينة، لقد تم ترتيب أدواتي المسرحية لصالحي أكثر مما هو الوضع عليه الآن.» «هل تقصدين منعي من ركوب القارب؟» «لا؛ أقصد أن الزر الكهربي كان تحت يدي؛ أي كان من المستحيل بالنسبة إليك الضغط عليه للحصول على مساعدة. والآن، بينما أنت تسدين الباب، فلا يمكنك منعي من دق الجرس؛ لأن حبل الجرس هنا بجواري.» «نعم، هذا موطن ضعف، أقر بذلك. هل تنوين، إذن، شد حبل الجرس، وجعلهم يطردونني؟» «أنا لا أعتقد أن هذا سيكون ضروريا. أتصور أنك ستخرجين بهدوء.» «إنك فتاة ذكية جدا، يا آنسة لونجوورث. أتمنى لو كنت أحبك، لكنني لا أفعل؛ لذا لن نضيع وقتنا الثمين في التأسف على هذه الحقيقة. أليس لديك أي فضول لسماع ما كنت سأخبرك به؟» «مطلقا؛ لكن هناك شيئا واحدا أود معرفته.» «أوه، هل هناك؟ حسنا، هذا شيء بشري، على أية حال. ما الذي ترغبين في معرفته؟» «لقد أتيت إلى هنا بعد تزكيات كثيرة. كيف عرفت أنني أريد خادمة، وهل كانت تزكياتك ...»

توقفت إديث عن الكلام لتفكر في الكلمة، التي قالتها جيني على الفور. «مزورة؟ أوه، لا، يا عزيزتي! لا حاجة إلى القيام بأي فعل إجرامي في ذلك البلد، إن كان لديك مال. أنا لم أزورها؛ لقد اشتريتها. ألم تكتبي لأي من السيدات الصالحات اللائي من المفترض أنني عملت لديهن؟» «بلى، وأثنين عليك بشدة.» «بالتأكيد. كان هذا جزءا من الاتفاق. أوه، يمكنك فعل أي شيء بالمال في لندن؛ إنها مدينة مثيرة بشدة للإعجاب. وفيما يتعلق بكيفية معرفتي بحاجتك إلى خادمة، فهذا أيضا تم بسبب المال. لقد رشوت الخادمة السابقة لتغادر المكان.» «فهمت. وما الذي كنت تهدفين إليه من كل هذا؟»

ضحكت جيني بروستر؛ نفس الضحكة الرقيقة التي أبهرت ويليام لونجوورث منذ ساعة أو اثنتين؛ والتي كانت تطارد مخيلة ونتوورث أحيانا في حي السيتي. وتركت مكانها لدى الباب وألقت بنفسها على كرسي.

ثم قالت: «آنسة لونجوورث، أنت لست ثابتة على رأي واحد. لقد تظاهرت في البداية بأنه ليس لديك أي فضول لسماع ما أود قوله، ثم ها أنت تسأليني على وجه التحديد عما كنت أود قوله لك. بالطبع، أنت متلهفة بشدة لمعرفة سبب وجودي هنا؛ لن تكوني امرأة إن لم تكوني كذلك. والآن، لقد غيرت رأيي، ولا أنوي إخبارك. ومع ذلك، سأقول لك إن هدفي من المجيء إلى هنا، كان، أولا، أن أعرف بنفسي كيف تعامل الخادمات في ذلك البلد. كما تعرفين، كل تعاطفي مع النساء العاملات، وليس مع نساء ... في الواقع، مثلك، على سبيل المثال.» «نعم، أعتقد أنك قلت هذا ذات مرة قبل ذلك. وما رأيك في معاملتنا لخادماتنا؟» «من خلال تجربتي، إنها رائعة جدا في حقيقة الأمر.» «يسعدني بشدة سماعي لردك هذا. كنت أخشى ألا نحوز رضاءك. والآن، أين علي أن أرسل أجرك الشهري، يا آنسة بروستر؟»

أسندت جيني بروستر ظهرها إلى مسند كرسيها، وعيناها شبه مغلقتين؛ وكان شعور بالغضب باديا فيهما مما ذكر إديث بنظرة الكره التي كانت تبديها تجاهها على متن السفينة. واكتسى وجهها الأبيض بلون دافئ وكانت شفتاها مغلقتين تماما. ثم سادت لحظة من الصمت، واختفى غضب جيني سريعا كما تكون سريعا. ثم ضحكت، بنبرة بدا فيها بعض التحفظ. «يمكنك قول أي شيء مسيء على نحو أكثر هدوءا ولطفا من أي شخص قابلته من قبل؛ أنا أحسدك على هذا. عندما أقول شيئا دنيئا ووضيعا، أفعل ذلك بغضب، ويكون في صوتي قدر معين من الحدة. ليس بإمكاني الخرخرة مثل القطة والخربشة في نفس الوقت ... أتمنى لو كان بإمكاني فعل ذلك.» «هل من المسيء أن أعرض عليك مقابل ما قمت به من عمل؟» «نعم، إنه كذلك، وأنت كنت تعلمين أنه كذلك عندما قلت ذلك. أنت لا تفهمينني على الإطلاق.» «هل من الضروري أن أفعل؟»

Unknown page