أخذ ونتوورث يتجول في أنحاء السفينة طوال الصباح كروح تائهة تبحث على ما يبدو عن صاحبها. وقال لنفسه: «لا، لا يمكن.» فقد كانت الفكرة مريعة للغاية؛ ولذا، فقد أبعدها عن رأسه وخمن أنها ربما ليست من محبي الاستيقاظ المبكر، وقد كان بالفعل. في واقع الأمر، لم يستفد أحد يعمل في صحيفة صباحية قط من المثل الذي تضربه القنبرة في الاستيقاظ مبكرا.
قال ونتوورث: «حسنا يا كينيون، إنك تبدو وكأنك تكتب قصيدة أو تقوم بشيء يتطلب جهدا ذهنيا كبيرا.» «أترك لك كتابة القصائد، يا عزيزي ونتوورث. أنا أقوم بشيء عملي أكثر على نحو كبير؛ شيء كان يجب أن تقوم به أنت أيضا. أنا أفكر فيما سنفعله في منجم الميكا الخاص بنا عندما نصل إلى لندن.»
قال ونتوورث بمرح: «أوه، «يكفي اليوم شره»؛ بالإضافة إلى ذلك، نصف الساعة من التفكير من جانب شخص في ذكائك تساوي رحلة كاملة من تأملي العميق.»
قال كينيون: «ألم تظهر بعد؟» «نعم، يا عزيزي؛ نعم، ليس بعد. انظر كيف أنني لم أظهر غير ما أبطن كما يفعل غيري من الرجال الأقل صدقا. نعم، هي لم تظهر، ولم تتناول طعام الإفطار.»
قال كينيون: «ربما ...»
صاح ونتوورث: «لا، لا! أنا لا أريد كلمة «ربما». لقد فكرت في هذا، لكنني استبعدت الفكرة على الفور. إنها غير معرضة لدوار البحر.» «يجب أن تكون كذلك لكي تحتمل مثل هذه الحركة. كما أن هذا يبدو غير ضروري أيضا. ترى لماذا تتمايل السفينة هكذا؟» «لا يمكنني القول، لكن يبدو أنها تتمايل بشدة. يا صديقي القديم كينيون، أشعر بأن ضميري يؤنبني بشدة بشأن تركك هكذا، وفي وقت مبكر من الرحلة. أنا لم أفعل ذلك في المرة السابقة، أليس كذلك؟»
رد كينيون: «لقد كنت مثالا لرفيق السفر في الرحلة السابقة.» «أنا لا أريد أن أقدم لك اقتراحات وقحة، يا عزيزي، لكن اسمح لي أن أخبرك بأن هناك بعض الفتيات الأخرى الجميلات جدا على متن السفينة.»
رد كينيون: «إذن، أنت لست سيئا للغاية كما كنت أخشى، وإلا ما كنت ستعترف بهذا. ظننت أنك لا ترى أحدا سوى الآنسة ... الآنسة ... في الواقع لم أسمع اسمها.» «أنا لا أمانع في أن أخبرك يا كينيون، مع اعتبار هذا سرا، بأن اسمها هو جيني.»
صاح كينيون: «يا إلهي! أوصل الأمر إلى هذا الحد؟ ألا تعتقد يا ونتوورث أنك متعجل بعض الشيء؟ يبدو هذا التوجه أمريكيا أكثر منه إنجليزيا؛ فالإنجليز يزنون الأمور على نحو أكبر.» «لا توجد ضرورة لوزن الأمور، يا صاح. أنا لا أرى أي ضرر في التقرب من فتاة جميلة ما دام أمام المرء رحلة طويلة.» «حسنا، أنا ما كنت سأترك العلاقة تتطور، لو كنت مكانك.» «لا يوجد أي احتمال للتطور في هذه العلاقة. فعندما تصل الفتاة إلى الشاطئ، لن تلقاني ثانية. إنها ابنة مليونير. وأبوها الآن في باريس، وسينطلقان في رحلة إلى منطقة الريفيرا في غضون بضعة أسابيع.»
رد كينيون: «وهذا سبب أدعى لضرورة ألا تجعل العلاقة تتطور. خذ حذرك، يا صاح. لقد سمعت أن الفتيات الأمريكيات يهوين استدراج الرجال في علاقة حتى تصل تلك العلاقة لنقطة معينة، وحينها ترفع كل منهن حاجبيها وتبدو عليها أمارات الاندهاش وبعد ذلك تنسى كل شيء بشأنه. ومن الأفضل أن تنتظر حتى ينجح مشروعنا الخاص بمنجم الميكا، وبعدها، قد تستمع إليك مليونيرتك الحسناء.»
Unknown page