Impact of the Heart's Work on Quranic Recitation and Contemplation
أثر عمل القلب على تلاوة القرآن وتدبره
Genres
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَانْقَطَعَ الْوَحْيُ، وَإِنَّمَا أَعْرِفُكُمْ بِمَا أَقُولُ: مَنْ أَعْلَنَ لَنَا خَيْرًا أَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ وَظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا شَرًّا بَغِضْنَاهُ عَلَيْهِ وَظَنَنَّا بِهِ شَرًّا، سَرَائِرُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ " (^١).
عن أبي عبد الرحمن السلمي ﵀ قال: " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعًا، وأنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا، وأشار بيده إلى حنكه" (^٢).
عن الحسن ﵀ قال: "إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله ﷿: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: ٢٩]. وما يتدبر آياته إلا اتّباعه بعلمه، والله يَعْلَمُه، أما والله ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده، حتى أن أحدهم ليقول قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفًا، وقد أسقطه والله كله ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل.
حتى أن أحدهم ليقول: والله إني لأقرأ السورة، والله ما هؤلاء بالقراء، ولا العلماء، ولا الحكماء، ولا الورعة، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا إلا أكثر الله في الناس مثل هذا " (^٣).
وبهذا يتبين لنا أمورًا تمنع من أثر القرآن على صاحبه، ودونك بعضها في المطالب الآتية:
(^١) أخرجه الفريابي في فضائل القرآن (٢٤٣) برقم (١٧٣). (^٢) أخرجه الفريابي في فضائل القرآن (٢٤١) برقم (١٦٩). (^٣) أخرجه الفريابي في فضائل القرآن (٢٤٧) برقم (١٧٧).
1 / 69