لقد شمخت الحبشة بأنفها، واستعدت لغزو مصر بجيشها، أفلا تدافعون عن أوطانكم، وتذودون عن حمى بلادكم؟ ألا تردون الذئاب عن قطعانكم، وتصدون العدو عن دياركم، وتحمون أعراض نسائكم؟ أتريدون أن تصبحوا عبيدا للعبيد، وترسفوا غدا في أغلال وقيود؟
الشعب :
لا لا، لا نريد، لا نريد.
رئيس الكهنة :
فشدوا إذن الرحال لتأديب أعداء ملوككم.
الشعب :
سنقاتلهم، سنقاتلهم.
رئيس الكهنة :
وسيأتيكم النصر من ربكم، ألا تعلمون أنه إن ينصركم فلا غالب لكم، ولا تحسبن الذين قتلوا منكم في سبيله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، وما أنتم إلا منتقلين من الأرض إلى السماء لو كنتم تعلمون. فجاهدوا في سبيل ربكم لتحظوا لدى أوزيريس بدار عليين، إنما اطمئنوا فلن يموت منكم أحد، وستطيش سهام أعدائكم، فتتساقط لدى أقدامكم سقوط الطير رماه الصياد نبالا، وستفل سيوفهم فلا تنال من أجسادكم منالا، وإن يرسلوا النار عليكم ضراما ستكون نيرانهم عليكم بردا وسلاما، ولقد علمتم أن آلهتكم لا تنطق عن الهوى، وأنها تحمي مصر وأهلها، وأنها ذات قوة، قوة دونها كل القوى، وقد شهدتم بالأمس تمثال إيزيس قد طأطأ لكم هامته الصما.
الشعب :
Unknown page