إذن قد ظهر في الناس قسم جديد لم يكن له وجود في مكة، وهو المنافق، وإن كان هذا القسم في نهاية الأمر يعود إلى القسم الثاني، فمن هو المنافق؟ .
وقد تحدث شيخ الإسلام المصنف ﵀ عن النفاق والمنافقين، فعرّف المنافق، وذكر سبب ظهور النفاق، وأشار إلى أن عز الإسلام وتمكن المسلمين سبب لأفول نجم النفاق، وضعفه، وبيّن الأصل الذي جاء منه المنافقون، وأشار إلى أقسام النفاق، وذكر خوف الصحابة رضوان الله عليهم من النفاق، ثم وضّح أحكام المنافقين، وأنهم لا يسمون مؤمنين عند أحد من أهل القبلة إلا الكرَّامية، وذكر أن الله ﷿ قد أمر بجهادهم، وبيّن كيفية مجاهدتهم، ونبه على أن الزنديق -في اصطلاح الفقهاء- هو المنافق الذي كان على عهد رسول الله ﷺ، وفصل أقوال الفقهاء في حكم قبول توبته، وأخيرًا استنبط أصلًا عظيمًا يقوم على وجوب التفريق بين أحكام الظاهر وأحكام الباطن.
والآن نأتي إلى دراسة هذه المسائل بالتفصيل من خلال كلام المصنف.
1 / 84