187

تخصم. فلم يحر جوابا.

ثم أن الصادق عليه السلام قال له : اذا فرغت من الطواف فأتنا ، فلما فرغ أبو عبد الله عليه السلام أتاه الزنديق فقعد بين يدي أبي عبد الله عليه السلام ونحن مجتمعون عنده ، فقال أبو عبد الله للزنديق : أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا؟ قال :

نعم ، قال : فدخلت تحتها؟ قال : لا ، قال : فما يدريك ما تحتها؟ قال : لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شيء ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : فالظن عجز فلم لا تستيقن ، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : أفصعدت الى السماء؟ قال : لا ، قال : أفتدري ما فيها؟ قال : لا ، قال : عجبا لك لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ، ولم تنزل الى الأرض ولم تصعد الى السماء ، ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهن ، وأنت جاحد بما فيهن ، فهل يجحد العاقل ما لا يعرف؟ قال الزنديق : ما كلمني بها أحد غيرك.

فقال أبو عبد الله عليه السلام : فأنت من ذلك في شك فلعله هو ولعله ليس هو ، فقال الزنديق : ولعل ذلك ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم ، ولا حجة للجاهل ، يا أخا أهل مصر تفهم عني فإنا لا نشك في الله أبدا ، أما ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان فلا يشتبهان ويرجعان ، قد اضطرا ليس لهما مكان إلا مكانهما فإن كانا يقدران على أن يذهبا فلم يرجعان؟ وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا والنهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا أهل مصر الى دوامهما والذي اضطرهما أحكم منهما واكبر (1) فقال الزنديق : صدقت.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : يا أخا أهل مصر إن الذي تذهبون إليه

Page 190