154

Imam Fi Bayan

الإمام في بيان أدلة الأحكام

Investigator

رسالة ماجستير في الشريعة الإسلامية - قسم أصول الفقه، جامعة أم القرى - مكة المكرمة

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Publisher Location

بيروت

يتجوز لَهَا عَن الْفِعْل لِأَن التهديد بِهِ إِثْم بِخِلَاف التَّجَوُّز بهَا عَن الْإِرَادَة إِذْ يَصح أَن يُقَال أَرَادَ وَلم يفعل وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يجوز فِي حق الرب ﷾ لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى نظر وَتَأمل حَتَّى يعرف وَأما إِيقَاع الْفِعْل فَلَا توقف فِيهِ فَيحصل التَّرْغِيب بِهِ والترهيب على الْفَوْر من غير تَأمل والتأمل فِي صدق الْخَبَر يعم الْإِخْبَار عَن الْإِرَادَة والإخبار عَن الْفِعْل ولهذه الْأَوْصَاف نَظَائِر كَثِيرَة كالشكور والصبور بِمَعْنى أَنه يُعَامل عباده مُعَاملَة الشكُور والصبور وَكَذَلِكَ وَصفه نَفسه بالغيرة أَي يُعَامل عباده مُعَاملَة الغيور وَكَذَلِكَ وَصفه نَفسه بنسيان من نَسيَه مَعْنَاهُ يعاملهم مُعَاملَة من سجن من أغضبهُ فِي الْعَذَاب ثمَّ نَسيَه وَمن أوصافنا مَا إِذا نسبناه إِلَيْهِ وَتعلق بِهِ عبر بِهِ عَن آثاره تجوزا كالتقرب إِلَيْهِ والذهاب إِلَيْهِ وَالْمَشْي إِلَيْهِ والإعراض عَنهُ والبعد مِنْهُ وَكَذَلِكَ قَول شُعَيْب ﴿واتخذتموه وراءكم ظهريا﴾ مَعْنَاهُ يعامله مُعَاملَة المتقرب إِلَيْهِ والذاهب إِلَيْهِ والمعرض عَنهُ والنائي بجانبه والنابذ للشَّيْء وَرَاء ظَهره اطراحا لَهُ أمثله ذَلِك ﴿واسجد واقترب﴾ ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِب إِلَى رَبِّي سيهدين﴾

1 / 231