على صديق له فقال: أصبحت والله من فضل في غرور، أخادع نفسي بتكذيب العيان!، وأمنيها ما قد حيل دونه!. والله إن إرسالي إليها - بعد ما قد بان لي منها - لذل وإن عدولي عنها وفي أمرها شبهة - لعجز وغبن، وإن صبري عنها لمن دواعي التلف، ولله در محمد بن أمية حيث يقول:
يا ليت شعري ما يكون جوابي ... أما الرسول فقد مضى بكتابي
وتقسمت نفسي الظنون وأشعرت ... طمع الحريص وخيفة المرتاب
وتروعني حركات كل محرك ... للباب يطرقه وليس ببابي
كم نحو باب الدار لي من وثبة ... أرجو الرسول بمطمع كذاب!
والويل لي من بعد هذا كله ... إن كان ما أخشاه رجع جوابي!
حدثني جحظة، قال حدثني ميمون بن هارون، قال: لما إتصل ما بين بنان وفضل الشاعرة وعدلت عن سعيد بن حميد أسف عليها، وجزع جزعًا: إمتنع من الشراب، وعشرة الأخوان، وهو مع ذلك يظهر التجلد ثم قال فيها ق٣٤:
قالوا تعز فقد بانوا فقلت لهم: ... بان العزاء على آثار من بانا
وكيف يملك سلوانًا لحبهم ... من لم يطق للهوى سرًا وإعلانا
كانت عزائم صبري أستعين بها ... صارت علي بحمد الله أعوانا
لا خير في الحب لا تبدو شواهده ... ولا ترى منه في العينين عنوانا
قال جحظة: وغنى بعض المحدثين في هذا الشعر لحنًا حسنًا رملًا وهو مشهور، وعني نفسه. حدثني جحظة، قال حدثني علي بن يحيى المنجم، قال:
1 / 80