القصة، فانصرف، وأقبل سعيد يعذلها ساعة ويوبخها، ويؤنبها أخرى وهي تعتذر ثم سكت، فكتبت إليه فضل ق٣٢:
يا من أطلت تفرسي ... في وجهه وتنفسي
أفديك من متدلل ... يزهى بقتل الأنفس
هبني أسأت وما أسأت بلى أقول أنا المسى
أحلفتني أن لا أسا ... رق نظرة في مجلس
فنظرت نظرة مخطئ ... ووصلتها بتفرس
ونسيت أني قد حلفت فما عقوبة من نسي؟
يا من حكاه الياسمين وطيب ريح النرجس
إغفر لعبدك ما جنا ... هـ من اللحاظ الخلس!
وزادت فيه عريب:
قالوا عقوبته الجفا ... ويسا إليه كما يسى!
فقام سعيد وقبل رأسها، وقال لا عقوبة عليك، بل يحتمل هفوتك، ويتجاوز عن إساءتك، وغنت عريب في هذا الشعر، رملًا وهزجًا، وشربنا عليه بقية يومنا ثم إفترقنا وقد أثر في قلبها، وعلقته، ولم يزل يواصلها سرًا حتى ظهر أمرهما.
حدثني عمي الحسن بن محمد، قال حدثني ابن أبي المدور الوراق، وكان في جملة سعيد بن حميد، قال: كنت عند سعيد يومًا وقد ق٣٣ إبتداء ما بينه وبين فضل الشاعرة يتشعب، لما بلغه ميلها إلى بنان وهو بين المصدق لذلك والمكذب، ثم أقبل
1 / 79