يا أيها الظالم مالي ولك ... أهكذا تهجر من واصلك!
لا تصرف الرحمة عن أهلها ... قد يعطف المولى على من ملك
ظلمت نفسًا فيك علقتها ... فدار بالظلم عليها الفلك
تبارك الله فما أعلم الله ... بما ألقى وما أغفلك!
فراجعته وواصلته، وصارت إليه جوابًا عن رقعته. ولعريب في هذا الأبيات لحنان: ثقيل ثاني، وهوج ذكرهما لها إبن المعتز.
حدثني علي بن العباس بن أبي طلحة، قال حدثني: أبو العباس بن أبي المدور، قال: كان سعيد بن حميد صديقًا لأبي العباس بن ثوابة فدعاه يومًا، وجاءه رسول لفضل الشاعرة يسأله المصير إليها، فمضى معه، وتأخر عن أبي العباس، فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها عتابًا فيه توبيخ وتعنيف فكتب إليه سعيد:
أقلل عتابك فالزمان قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل
لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلا بكيت عليه حين يزول
ولكل نائبة المت مدة ... ولكل حال أقبلت تحويل
والمنتمون إلى الأخاء جماعة ... إن حصلوا أفناهم التحصيل
ولعل أحداث الليالي والردى ... يومًا ستصدع شملنا وتحول
فلئن سبقت لتبكين بحسرة ... وليكثرن علي منك عويل
ولتفجعن بمخلص لك وامق ... حبل الوفاء بحبله موصول
1 / 76