والله يعلم أني فيك ساهرة ... ودمع عيني منها بارق يكف
فان تكن خنت عهدي فو آاسفًا ... وقل مني فيك الهم والأسف
وإن تبدلت مني غادرًا خلفًا ... فليس منك ورب العرش لي خلف
فكتب اليها:
يا واصف الشوق عندي فوق ما تجد ... دمع يفيض وقلب خافق يجف
فكن على ثقة مني وبينة ... إني على ثقة من كل ما تصف
ق٩٤ أخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة، قال حدثني محمد بن السري، أنه صار إلى سعيد بن حميد، وهو في دار الحسن بن مخلد في حاجة له، قال: بينما أنا عنده، إذ جاءته رقعة لفضل الشاعرة وفيها هذان البيتان:
الصبر ينقص والسقام يزيد ... والدار دانية وأنت
بعيد أشكوك أم أشكو إليك فإنه ... لا يستطيع سواهما المجهود
أنا يا أبا عثمان قد مت قبلك، في حال التلف، وما عدتني ولا سألت عن خبري فأخذ بيدي، ومضينا إليها عايدين، فقالت له: هو ذا أموت وتستريح مني!، فانشأ يقول:
لا مت قبلك بل أحيا وأنت معًا ... ولا أعيش إلى يوم تموتينا
حتى نعيش كما نهوى ونأمله ... ويرغم الله فينا أنف شانينا
1 / 73