الجسم يبلى فلا حراك بهوالروح فيما أرى على أثره!
حدثني الحسن بن محمد، والحسن بن علي قالا: أخبرنا إبن أبي الدنيا، قال حدثني ميسرة بن محمد، قال حدثني عبيد بن محمد قال: قلت لفضل الشاعرة ماذا نزل بكم البارحة؟! وذلك صبيحة قتل المنتصر أو المعتز فقالت وهي تبكي:
إن الزمان بذحل كان يطلبنا ... ما كان أغفلنا عنه وأسهانا!
ما لي وللدهر قد أصبحت همته ... ما لي وللدهر ما للدهر لا كانا!
قال أبو الفرج: قرأت في بعض الكتب عن عبد الله بن المعتز قال: قال لي إبراهيم بن المدبر: كانت فضل الشاعرة من أحسن خلق الله خطًا وأفصحهم كلامًا، وأبلغهم في مخاطبة، وأثبتهم في محاورة فقلت يومًا لسعيد بن حميد، أظنك يا أبا عثمان تكتب لفضل، رقاعها، وتفيدها وتخرجها، فقد أخذت تجول في الكلام، وسلكت سبيلك، فقال وهو يضحك: ما تحسن ظنك! ليتها تسلم مني، لا آخذ كلامها ورسائلها! والله يا أخي لو أن أحد أفاضل الكتاب وكبراءهم وأماثلهم أخذ عنها، لما إستغنوا عن ذلك!.
وكانت فضل تهوى سعيد بن حميد ويهواها ولكل واحد منهما في صاحبه
1 / 70