176

Illustration of Affection in Clarifying the Children's Gift in the Unification of the Lord of Servants

رسم الوداد في إيضاح تحفة الأولاد في توحيد رب العباد

Publisher

بدون

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٤١ - ٢٠٢٠

Genres

الْحَيَاءُ مِنْكُمْ، أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا فلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ، وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ " ورواه الحاكم ولفظه: " … فَلَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ" الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَاوِ وَثُمَّ: أَنَّ العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية، فيكون من قال: ما شاء الله وشئت، قارنًا مشيئة العبد بمشيئة الله مسويا بها، بخلاف العطف بـ "ثم" المقتضية للتبعية، فمن قال: ما شاء الله ثم شئت، فقد أقر بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، لا تكون إلا بعدها، كما قال تعالى ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٣٠] قال الإمام الشافعي ﵀: وَالْمَشِيئَةُ إرَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: اللَّهُ ﷿:: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)﴾ [التكوير: ٢٩] فَأَعْلَمَ خَلْقَهُ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ دُونَ خَلْقِهِ وَأَنَّ مَشِيئَتَهُمْ لَا تَكُونُ إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﷿ فَيُقَالُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْت، [وَلَا يقَالَ: مَا شَاءَ اللَّه وشئت]. ا. هـ (^١) وقال الشيخ سليمان في تيسير العزيز الحميد: الأولى قول: ما شاء الله وحده، كما يدل عليه حديث ابن عباس ﵄ وغيره ا. هـ قال الشيخ عبد الرحمن في فتح المجيد: ولا ريب أن هذا أكمل في الإخلاص وأبعد عن الشرك من أن يقولوا: "ثم شاء فلان"؛ لأن فيه التصريح بالتوحيد المنافي للتنديد في كل وجه. فالبصير يختار لنفسه أعلى مراتب الكمال في مقام التوحيد والإخلاص ا. هـ قلت: ويؤيده أن رواية "ما شاء الله وحده" أصح رواية وأما رواية "ثم شئت" أو "ثم شاء محمد" فأسانيدها لا تخلو من مقال كما حققته في "شرح سلم الوصول". والله أعلم

(^١) الأم للشافعي (٢/ ٤١٦/ ط الوفاء)، وشرح السنة للبغوي (١٢/ ٣٦١) وفيه الزيادة.

1 / 178