7
تاركا ظهر السفينة البديعة، فوقف هناك حذرا، يذود برمحه عن السفينة كل من سعى من الطرواديين إلى أن يجلب إليها النار التي لا تكل، وهو لا يكف عن إطلاق الصيحات المرعبة في الدانيين، قائلا: «أيها الأصدقاء، أيها المحاربون الدانيون، يا خدام أريس، كونوا رجالا، يا أصدقائي، وشدوا عزائمكم على الجرأة الجامحة. أفنحسب أن ثمة حلفاء يحمون ظهورنا، أو سياجا أقوى من هذا يذود الموت عن الرجال؟ الحق أن ليس ثمة مدينة محصنة بالأبراج، على مقربة منا لنحتمي بها، ونجد فيها جيشا يستطيع أن يسيطر على كفة المعركة، كلا، ليس هناك شيء من هذا، وإننا لنقف في سهل الطرواديين المتدثرين بالدرقات، والبحر في ظهورنا، ونحن بمنأى عن وطننا؛ ومن ثم فالسلامة في المعركة وليست في التراخي عن القتال.»
هكذا قال، وشرع يكيل الطعنات للعدو، ثائرا برمحه الحاد، فما من طروادي كان يهجم على السفن الجوفاء، بنيران مستعرة - ليدخل السرور على نفس هكتور - إلا وكان «أياس» يكمن له برمحه الطويل. ولقد جرح اثني عشر رجلا في قتال متشابك أمام السفن.
الأنشودة السادسة عشرة
«... ولم يلحظه باتروكلوس وهو يمر خلال الشغب؛ لأنه كان ملتفا بضباب كثيف. فوقف أبولو خلفه، وضرب ظهره وكتفيه العريضتين براحة يده، وإذا بعينيه تدوران. وأطاح أبولو بالخوذة عن رأسه ...»
كيف حارب باتروكلوس - مرتديا حلة أخيل الحربية - فأقصى الطرواديين عن السفن، ولكنه قتل - في النهاية - على يد هكتور؟
بين «أخيل» و«باتروكلوس»
هكذا كانوا يحاربون حول السفينة المكينة المقاعد
1
ولكن «باتروكلوس» اقترب من أخيل - راعي الجيش - وهو يذرف دموعا سخينة، أشبه بنافورة من الماء القاتم تسكب تيارها المظلم على صخرة ناتئة. فلما أبصر به «أخيل» العظيم السريع القدمين، أشفق عليه، وخاطبه بكلمات مجنحة قائلا: «لماذا تسبح في الدموع يا باتروكلوس، كما لو كنت صبية غضة الإهاب، تجري إلى جانب أمها، وتطلب منها أن تحملها، وتتعلق بثوبها فتعوقها عن السير، وتتطلع إليها بعينين دامعتين، إلى أن تحملها الأم؟ إنك لتذرف الدمع مثلها يا باتروكلوس، ألديك ما تريد أن تبوح به للمورميدون أو لي أنا شخصيا، أم هناك نبأ من فثيا لم يسمعه أحد غيرك؟ إنهم ليقولون إن مينويتيوس بن أكتور
Unknown page