Grassire
وهي أنشودة بطولية عرفت عن طريق ليو فروبينيوس
Leo Frobinius ، قيثارة المغني الأفريقي الذي كان محاربا هو نفسه، وأنشد لأول مرة عندما دمرت مدينة واجادو
Wagadu
القوية وغذيت القيثارة بما يكفي من الدم والمعاناة. وقبل ذلك كانت صامتة لا يسمع لها صوت.
بالاختصار، يمكننا أن نقول: إن هوميروس استعمل الحرب الطروادية، في الإلياذة، ليبين معاناة الآلهة والبشر، وخصوصا معاناة نصف إله مثل أخيل، واستعمل رحلة العودة إلى الوطن، في الأوديسة، ليوضح متاعب رجل بالغ الحزم مثل أولوسيس. كان يطمح إلى أن يضفي عليها رنينا قلما كان لها من قبل. وإذ كان يعيش في عصور متأخرة، فلم يكن بوسعه أن يطالب بالطرافة. خذ تلك المرافعة التي دافع بها تيليماخوس عن فيميوس، في الجزء الأول من الأوديسة، كان فيميوس ينشد متغنيا بأحداث رحلة العودة إلى الوطن، تلك الرحلة الشاقة المليئة بالعذاب والآلام، رحلة الأغارقة وبنيلوبي التي وجدوها مؤلمة ومؤثرة، فقاطعوه طالبين منه أن يكف عن الاسترسال في ذكر تلك الآلام، وأن ينشد أغنية أخرى تختلف عما يردده. فتدخل تيليماخوس، وأمر فيميوس بأن يستمر في الغناء الذي كان ينشده؛ لأن الناس يرغبون دائما في أن يسمعوا أحدث الأغاني، لدينا هنا ما لاقاه مغن عجوز، سجله ببساطة ذلك الشاعر، كما هو، دون تنميق أو تزويق لذكر فضائله. إنه دفاع عن فيميوس، وليس عن هوميروس. نجده يميز نفسه بوضوح عن المنشدين المحترفين السابقين، الذين يأتي بهم على مسرح القصيدة. كما أن فيميوس يزود هوميروس بفرصة إخبارنا بشيء يختص به هو نفسه، دون أي شك.
الإيحاء الهوميري
ليس هوميروس عاطفيا عندما يتوسل إلى الموزية فلا يتناول سوى كسرة واحدة من بيت شعري في السطر الذي يستهل به كل مقطوعة بطولية، ويضع بدلها «أنا أنشد» أو «سأروي أخبار ذلك الرجل» بواسطة «ربة الغناء » أو «أيتها الموزية، حافظي لي على هذه الأغنية التي أنشدها عن ذلك الرجل ذي العقل الزاخر بالتنوع.» ما من شيء آخر يمكن أن يكون أكثر طبيعية في اللغة الإغريقية رغم كونه يبدو مبتذلا في الترجمة إلى لغة أخرى. إنه يستدعي إلى ذاكرته شيئا حدث من قبل الوقت الذي يستدعيه فيه. إنه شيء بسيط على مستوى شبح مقدس، كما يجب أن يفكر فيه في حالة ديمودوكوس. ومع ذلك، فإن كلمة
، ومعناها «روح»، استعملت فيما بعد، في هذه العلاقة.
هذه العبارة التي اقتبسناها من لونجينوس، عندما تتحدث عن «ذروة الإلهام»، في هوميروس، فإن النص الإغريقي يشتمل على ذروة الروح. هذا هو الإلهام الذي حدث في داخل ذلك الشاعر، والذي يفسر جهده لنا، ويبدو كما لو كان له أصل فوق مستوى البشر. ويتوقع أن نلحظه حيث يوجد في شعرائنا الملهمين، في التعبير الخاص في شعرهم. قد يتحدث المرء عن «الألفاظ الموحى بها» ويتوقع أن يكون مفهوما. غير أن التعبير لا يكون في موضعه عندما نتحدث عن هوميروس.
Unknown page