235

زعموا بأن الصقر صادف مرة

عصفور بر ساقه التقدير

فتكلم العصفور تحت جناحه

والصقر منقض عليه يطير

إني لمثلك ما أتمم لقمة

ولئن شويت فإنني لحقير

فتهاون الطير المدل بصيده

كرما وأفلت ذلك العصفور

فعفا المأمون عنه.

وأما الأموال التي كان يستدرها الشعراء بشعرهم فمما يفوق التصور، وهم وإن كانوا يجازون بها أحيانا محاذرة من هجوهم، وإلجاما لألسنتهم، فكثيرا ما كانوا ينالونها بما أطربوا، وأرقصوا، وخلبوا العقول. ذكروا أن ابن باجة التجيبي آخر فلاسفة الإسلام بالأندلس أنشد أبا بكر الصحراوي صاحب سرقسطة موشحا في مدحه، فأطربه حتى كاد يفقده الرشد فما بلغ قوله:

Unknown page