فيبقى علينا النظر في المتأخرين من شعراء بني أمية الذين أدركوا دولة بني العباس، فأمثال هؤلاء يقال فيهم ما تقدم في متأخري الجاهليين الذين أدركوا الإسلام، فمن ربا شعره في دولة الأمويين، وبقيت فيه صبغة المخضرمين كان مخضرما، ومن ربا شعره في دولة العباسيين، فكان قوله أميل إلى الرقة منه إلى البلاغة كان مولدا، ولا يخرج عن هذا التعريف إلا نوابغ قليلون كبشار بن برد الذين عاصر الدولتين، ولبس الحلتين، وفصل من الشعر ما شاء لما شاء فكان من أبلغ المخضرمين بقوله:
أبي طلل بالجزع أن يتكلما
وماذا عليه لو أجاب متيما
وبالجزع آثار بقين وباللوى
ملاعب لا يعرفن إلا توهما
ومن أرق المولدين شعرا بقوله:
لمست بكفي كفه أبتغي الندى
ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى
أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي
Unknown page