يحب القول به إذا كان 1 حسنا حرم أو لم يحرم ، سقطت مناظرتهم إذ زعموا أنهم يجعلون استحسانهم محللا لما حرم الله ، واستقباحهم محرما لما أحل الله فى نص كتابه ، وسنن أنبياءه . ولزمهم ما قدمنا فى صدر هذا الكتاب ، ولن يجدوا إلى الانغصال من ذلك إن شاء الله سبيلا وإذا فسدت هذه الوجوه كلها ، فد (26946) أن يكون الثىء حسنا لعينه .
أو قبيحا لعيه، لأن الأعيان مخترعات. وإنما يحسنها أو يقبحها من اخترعها.
وليست لها حظوظ نمن أدلة فى النفوس ، فتكون مستحسنة ومستقبحة من أجلها . .فانما تحن إذا أبيح استعمالها وتقبح إذا أمر باجتنابها . فما صح في الدليل الواح أنه محلل خسن ، وما صح بذلك الدليل أنه حرام فقبيح . وهذه معانى قول الله عز وجل (الذين يستمعون القول فيتبعون انحند] 2 . فن قال بهذا الاستحان ، فهو مصيب للدئيل الذي ذكرناه . ومن قال بدليل سواه ، طولب بالدليل على دعواه . فكيف يكون استحسان الانسان حجة لله جل ثناؤه ! والانسان لا يقدم 4 إنسانا يحالف طبعه طبعه ، فيكون ما استحسنه هذا جائز له فعله ، واجب أن يأمر به غيره، لا حجة عنده، ويكون غيره إذا استقبح ما استحسنه هذا واستحسن ضده مأمورا بمصادة صاحبه فى جميع أفعاله ، فيكون شيء واحد
Page 185