147

Ikhtilaf Athar

Genres

============================================================

هذا وقد ذكروا لهذا الترتيب وهذا التعارض أمثلة ، منها : قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى

الحر بالحر والعبد بالعبد والأنفى بالاننى " (1) وقال سبحانه : " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" .(2) قالوا : دلت الآية الأولى عن طريق العبارة على وجوب القصاص من القاتل المعتدي ، إذ قوله تعالى : كتب عليكم : معناه فرض عايكم . ودلت الاية الثانية عن طريق الاشارة على أنه لا قصاص على القاتل المعتدي ، إذ ان الله تعالى جعل جزاءه الخلود في جهم ، وغضبه عليه ، وإعداد العذاب الأليم له ، وقد اقتصر على ذلك في مقام البيان ، والاقتصار في مقام البيان بقتضي الحصر ، وعلى ذلك فليس عليه عقوبة في الدنيا ، بل له عقوبة أخروية ؛ لكنه هنا تقدم عبارة النص على إشارته ، ويكون القصاص في الدنيا ثابتا على القاتل المعتدي" (3) ب- قال الله تعالى : " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف."(4) د لت هذه الآية عن طريق الاشارة أن الأب مقدم في حق النفقة من مال الابن على الأم . فإذا كان الولد لا يستطيع النفقة عليهما في آن واحد ، بل هو قادر على الانفاق على واحد منهما ، كان الأب هو الأحق بالنفقة ، لأن الأب عندما وجبت عليه وحده النفقة على الابن ، كان الأب مقدما على غيره عند حاجته . ولكن هذا الحكم المستفاد من إشارة النص معارض بما ثبت عن طريق عبارة النص ، وذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابي ؟ قال : أمك ، (1) البقرة 178 (2) الناء93 (2) أصول الفقه لفضيلة الشيخ محمد أبو زهرة : (139) وانظر كتاب تفير النصوص لمدكتور حمد أديب صالح : (366 فما بعدها) .

(4) البقرة 222

Page 147