============================================================
الساقية الى الساقية أقرب منها الى البحر ، ألا ترى اذا سدت احداهما أخذت الأخرى ماءها ، ولم يرجع الى البحر: شبه زيد بن ثابت في هذه المسألة الجد بساق الشجرة وأصلها ، والأب بغصن منها ، والاخوة بخوطين تفرعا عن ذلك الغصن ، وأحد الغصنين الى الآخر أقرب منه الى أصل الشجرة ، ألا ترى أنه اذا قطع أحدهما امتص الآخر ما كان متص المقطوع ، ولا يرجع الى الساق . (1) وكما اختلف الصحابة في ذلك اختلف من بعدهم فلقد ذهبت الشافعية ، المالكية ، وأحمد في أصح الروايتين عنه ، ومحمد ، وأبو يوسف (2) ؛ إلى أن اخوة يرثون مع الجد ، على شيء من الاختلاف في كيفية الإرث ، واحتج ه ؤلاء بحجج : منها : أن الأخ يعصب أخته ، كالابن بخلاف الجد فكان أقوى ومنها : أن الاخوة والأخوات يرثون على حسب ميراث الأولاد عصوبة وفرضا الجد بخلافهم: و منها : أن فرع الأخ وهو ابن الأخ يسقط فرع الجد وهو العم ، وقوة الفرع تدل على قوة الأصل .
ومنها : أن الأخ ابن أبي الميت ، والجد أبو الأب ، والبنوة أقوى من الأبوة ، بدليل أن الابن وابنه وان نزل يحجب عصوبة الأب.
ذهب أبو حنيفة ، وزفر ، والحسن بن زياد، وداود ، وأحمد في رواية عنه ، ال أن الجد يحجب الاخوة ، ويمنعهم من الميراث ، كما يمنعهم الأب . واحتج همؤلاء لمذهبهم بججج : منها: ان ابن الابن نازل منزلة الابن في حجب الاخوة ، فليكن الجد أبو الأب ازلا منزلة الأب في ذلك ، وهذا التوجيه مذكور عن ابن عباس : (1) ليل الأوطار : (61/6) (2) انظر شرح القدوري للغنيمي (467)
Page 112