============================================================
- عدم وجود نصدقي المسيال ومن أسباب الاختلاف البارزة بين الفقهاء أن لا يكون في المسألة نص من كتاب الله أو سنة رسوله ، إذ من الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي وانتقل الى جوار ربه وهناك بعض المسائل لم ينص على حكمها لا في كتاب ولا في سنة ، النصوص محدودة والمسائل كثيرة ومتجددة ، يلتقي بعضها مع بعض تارة ، ويختلف بعضها عن بعض تارة أخرى ، وقد تتمائل أو تتشابه مع حادثة جرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان له فيها حكم ، وقد تختلف عنها اختلافا ظاهرا بينا .
ان وجود هذه الظاهرة هو الذي حدا بأبي بكر رضي الله عنه إلى أن يجمع رؤوس الناس وفقهاء الصحابة ، كلما حدثت حادثة من هذا القبيل ، فيتشاور هؤلاء فيما بينهم ، ويللي كل برأيه ، حتى يجدوا لها حكما ، إما بقياس أو مصلحة ، أو غير ذلك . فاذا اتفقوا على حكم قضى به : جاء عن ميمون بن مهران أن أبا بكر كان اذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله ، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب وعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر سنة قضى بها ، فان أعباه خرج فسأل المسلمين فقال : أتاني كذا وكذا فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء ؟ فربما اجتمع اليه النفر كلهم يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاء : فيقول أبو بكر : الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ علينا علم نبينا ، فان أعياه أن يجد فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم ، فاذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به .(1) لقد كان لهذه الظاهرة - ظاهرة عدم وجود النص - أثر كبير في اختلاف الصحابة فمن بعد هم في عديد من المسائل الفقهية ، نذكر لك طرفا منها : (1) اختلاف الفقهاء للأستاذ على الخقيف : (17)
Page 110