166

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

عندهم من الحركات الموجودة في الآدميين فيتحقق للعوام حالهم وما هم عليه مما خفي بالاختفاء فإذا تحقق ذلك أولت من أقمته ورددت الأمر إلى حالته الأولى وقوي هذا الرأي عنده وكتم باطنه عن خواصه وأظهر للفضل بن سهل أنه يريد أن يقيم إماما من آل أمير المؤمنين علي صلوات الله وأفتكر هو وهو فيمن يصلح فوقع إجماعهما على الرضا فأخذ الفضل بن سهل في تقرير ذلك وترتيبه وهو لا يعلم باطن المر وأخذ في اختيار وقت لبيعة الرضا فاختار طالع السرطان وفيه المشتري.

قال عبد الله بن سهل بن نوبخت هذا أردت أن اعلم نية المأمون في هذه البيعة وأن باطنه كظاهره أم لا لأن الأمر عظيم فأنفذت إليه قبل العقد رقعة مع ثقة من خدمه وكان يجيء في مهم أمره وقلت له أن هذه البيعة في الوقت الذي اختاره ذو الرياستين لا تتم بل تنقض لأن المشتري وغن كان في الطالع في بيت شرفه فإن السرطان برج منقلب وفي الرابع وهو بيت العاقبة المريخ وهو نخس وقد أغفل ذو الرياستين هذا فكتب إلي قد وقفت على ذلك أحسن الله جزاءك فاحذر كل الحذر أن تنبه ذا الرياستين على هذا فإنه إن زال عن رأيه علمت أنك أنت المنبه له فهم ذي الرياستين بذلك فما زلت أصوب رأيه الأول خوفا من اتهام المأمون لي وما غفلت أمري حتى مضى أمر البيعة فسلمت من المأمون.

172 - عبد الله بن الطيب أبو الفرج الفيلسوف عراقي فيلسوف فاضل مطلع على كتب

الأوائل وأقاويلهم مجتهد في البحث والتفتيش وبسط القول واعتنى بشروح الكتب القديمة في المنطق وأنواع الحكمة من تآليف أرسطوطاليس ومن الطب كتاب جالينوس وبسط القول في الكتب التي تولى شرحها بسطا شافيا قصد به التعليم والتفهيم حتى لقد رأيت من ينتحل هذا الصناعة يذمه بالطويل وكان هذا العائب يهوديا ضيق الفطن قد وقف على عبارة ابن سينا فأما أنا وكل متصف فلا تقول إلا أن أبا الفرج بن الطيب قد أحيى من هذه العلوم ما دثر وأبان منها ما خفي وقد تلمذ له جماعة سادوا وأفادوا منهم المختار بن

Page 172