Ijazat Ibn Yahya
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
Genres
وأما الدنيا فقد قال تعالى: {كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}.
ومعنى الآية أن الله يسلط الجبابرة على من عصاه حتى لا يتم لهم راحة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنه قال ما لفظه أو معناه: ((من حاول أمرا بمعصية الله تعالى كان أفوت لما رجى وأقرب لمجيء ما اتقى)).
وقال علي كرم الله وجهه في الجنة في نهج البلاغة: (لا يترك الناس شيئا من دينهم [531]لاستصلاح دنياهم إلا قبح الله عليهم ما هو أضر منه، أيها الناس لاتستوجسوا في طريق الجنة لقلة أهله، ولا يجرمنكم استحقار أهل الزمان للعاملين به أن لا تعملوا به، ولا تستهوينكم الدنيا فتؤثروها على الآخرة، وقد قال تعالى: {فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى}، اذكروا انقطاع اللذات وبقاء التبعات، وانظروا في أثر الماضين واستنطقوها عن أخبارهم يخبركم الله بلسان الحال، افردوا عن دنياهم إلى القبور وتركوا ورائهم الذخائر والقصور، فلم يدفع عنهم شيئا مما نزل بهم من معضلات الأمور، وعلموا بعد ذلك أنه لاينفع مال ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم.
Page 130