وأما عندك فلأنهم مبتدعة وقد دل كلامك في كتابك هذا على أن رواية البدعي لا تقبل على الاطلاق، ولذا نقول: هذه الرواية عن هيان بن بيان وأمثال ذلك مما سيجيء في مواضعه من كتابك هذا، وعلى فرض أنك تقبل رواية البدعي إذا وافقتك وطابقت مذهبك، لا يقول لك بها علينا حجة أصلا كما مر وأ، كان الثالث فقد ظهر من ........ الأولين؛ لأن البعض الذي على مذهبك غير مقبولين عندنا لتجويزهم الكذب بل لقولهم بوجوبه للمصلحة الدينية بزعمهم، والبعض الذي على مذهبنا لا تصح عنهم تلك الروايات والأحاديث ولارواي عنهم كاذب مفترى، فهات الجواب يا أخا الأكراد عن هذا التفصيل الذي جاء دينانه تفصيلك، وهدمنا تحقيقه تأصيلك وكشفنا قبلك، واظهرنا أباطيلك فتأمله ..... وصريح عقلك ومعرفتك، نعوذ بالله من أن يرضصى عن أنفسنا ونثق بأفكارنا..... فيما نقمناه على خصومنا كما وقعت بغفلتك.

قال: واعلم أن المؤلف ذكر في أول باب الشريعة أن أدلة الأحكام الكتاب والسنة والقياس ولم يعد الاجماع، بل قال: وإن فقد الديل من الثلاثة يرجع إلى قضية العقل ثم لما وصل إلى كتاب الإمام استدل على ما هو أهم مطالبة الاجماع على وجوب الإمام وعلى وجوب كونه مجتهدا وكونه عالما وكونه عادلا، وعلى أن الإمامة لا تثبت إلا بدليل شرعي.

Page 260