ما نصه هؤلاء هم العلماء الذين هم أهل السنة والجماعة، وهم اتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي إلى آخر كلامه الذي تعجب منه الناظر المنصف وانتصر فيه على الأشاعرة والماتريدية واطرح ذلك الحنابلة، بل اطرح كل من كان قبل الأشاعرة والماتريدية من علماء الأمة الذي عم السلف الصالح الحقيقون بالوصف الذي أشار إليه الناظم ثم ليت شعري ما برهان هذه الدعوى التي ادعاها ابن حجر لهؤلاء الطائفتين دون غيرهم من علماء الأمة المرحومة وعظماء الملازم المعصومة، بل ليت شعري ما يكون جوابه إذا قابله خصمه بمثل دعواه وأبدى ما أبداه وتكلم لمعتقده بما يطابق عواه، هذا وقد اتضح أن مالك أيها المعترض ولا بن حجر من ابطال متمسكات الخصم إلا الأماني الكاذبة كنا أنه لو نام ابطال متمساكتكم بمجرد قوله وقول أصحابه لقلتم له هذه أمنية....
فاتر كاني من أباطيل المنى
فهي بحر ليس يروى منه صادي
فإن قلت: لو ثبت هذا لضاعت السنة في البين ولصارت الأحكام النبوية أثراص بعد عين ولرجع الناطر في كتب الفريقين بخفي حنين إذ يمكن أن يرد كل من الخصمين ما أورده الاخر فلا يبقى ما يصح أن يتمسك به في الجانبين.
Page 240