211

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genres

والمعترض قال بعد ألف سنة من ذكل الزمان: أن خلافة أبي بكر سراج[107] اشعله الله تعالى وأردا سبحانه كما سبق أن يستخلف أبا بكر وأعلم به رسوله وقرره الرسول عليه بأن يصلي بالناس بين أظهر المهاجرين والأنصار إلى أن قال : وما ذا يجديك يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويابى الله إلا أن يتم نوره ... إلى آخر كلامه الذي كتبه على قول المؤلف فيما سيأتي، إذ المعنى بقوله تعالى: {ستدعون إلى قوم} هو المعنى بقوله: {لن تخرجوا معي أبدا}.

فأما قول المعترض سراج أشعله الله تعالى فمبني على ما في نبراسه الذي أشعله من نار التهجم والجبر ومثل ذلك قوله: وأراد كما سبق علمه أن يستخلف أبا بكر فإنه مبني على ما ذكره في نبارسه ايصا منان كلواقع مراد له تعالى كما هو مذهب المجبرة والجهمية فلا يبقى لخلافة أبي بكر .... بعد الافهام عندهم حتى في حق الفراعنة والجبابرة جميعهم أي أن مذهب المعترض وساير المجبرة مناديان بأن تفرعهم وتجبرهم وتمكنهم في الأرض سراج أشعله الله، وأراد تعالى كما سبق علمه أن يستخلفهم ويملكهم في الأرص وأعلم رسله بذلك، وأنه لابد منه بإرادته وثأتيره تعالى.

أما قوله: وقرره الرسول عليها....إلخ فتحصيل للمهاجرين والأنصار وسائر الصحابة .....لهم كما مر بيانه، فقد شهد على نفسه في غير موضع صواعقه أن يطفئوا نور الله بأفواههم.

Page 235