قلت: نعم ثدار الرد والقبول على ثبوت التهمة وعدمها، وسيتحقق هذا المعنى فيالكلام الآتي على حديث محاجة آدم وموسى على نبيئنا وعليهما الصلاة والسلام، لكن الذي... هنا هو أنهم علقوا تهمتهم الفاسدة بعمرو على عير وجه، وأنهم لو حققو الأمر لما اتهموه أصلا....... بيان لانتفا التهمة وسقوط موجبها، وليس ذهابا إلى أن التهمة لا توجب سقوط الرواية، وبينهما فرق ظاهر لا يخفىعلى اللبيب أصلا، وتحقيق ذلك أن التهمة في الرواي بأنه وضع الحديث المروي على وفق مذهبه وبدعته تنشأ من جهتين:
الأولى: أن يكون ما رواه مقويا لمذهبه بحسب زعمه وفهمه، بحيث يرى أنه حجة على مذهبه أو يحتج به هو أو غيره من أهل الحلية كأحاديث القدر الواردة من طرق المجبرة الدعاة إلى بدعتهم فأنهم رووها واحتجوا بها لأنفسهم، وهذا المعنى كثير جدا، والتهمة في ذلك ثابتة قوية،.....المروي مقويا لمذهبهم في نفس الأمر أو لا، كما هو كذلك في أحاديث القدر وغيرهما مما تشبثوا به؛ لأن مناط التهمة هو حال الرواي أي حالة الذي يظن أنه يحمله على وضع الحديث على وفق مذهبه، فزعمه واعتقداه أن ذلك الحديث يقوي مذهبه كاف في حمله على وضعه، وإن لم يكن مقويا في الواقع ونفس الأمر.
الثانية: أن يكون ما رواه مقويا لمذهبه وبدعته في نفس الأمر والواقع كما إذا رووا حديثا ناصا على مذهبهم في الجبر، وخلق الأفعال مثلا، فهذا المعنى لا كلام في قوة التهمة فيه وسقوط الرواية بسببه.
وإذا عرفت هذا فالرواية التي رواها عمرو .... في شيء من هذين المعنيين، ولا مماشة لما رواه بإحدى الجهتين؛ لأنه معزل عن الدلالة على المنزلة بين المنزلتين لا بحسب زعم عمرو ولا بحسبما في نفس الأمر.
Page 224