وفي الصحيحين كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول، والله أعلم. انتهى ما ذكره ابن الصلاح في كتابه المصنف في معرفة علوم الحديث، وهو متداول بين الناس، ولقد زاد بعضهم على هذا الفذ والمتفق عليه، فقال: أن صاحب البدعة لا يقبل ولو كان فيما لا يدعو إليه.
قال شمس الأئمة كما نقله عنه التقتازاني في التلويح ما نصه: صاحب البدعة إن لم يكن يدعو إليها ولكنه مشهور بها، فقيل: لا يعتد بقوله، فيما يضلل فيه، وأما ما في سواه فيعتد به.
قال: والأصح أنه إن كان مظهرا لها فلا يعتد بقوله، وإن .......وإلا فالحكم كما ذكرنا، انتهى، وهو مما وقع في بحث الإجماع.
وأما في شرائط الرواي ففي التلويح أيضا ....... الرواي مخرج للكافر كالفاسق والمبتدع، انتهى.
وقال مسلم بن الحجاج في أول صحيحه: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكمن فنظر إلى أهل السنة فيأخذ حديثه وننظر إلى أهل البدع، فلا يأخذ حديثهم، انتهى.
وقال النووي في تقريبه: من كفر ببدعته لم يحتج به الاتفاق، ومن لم يكفر، قيل: لا يحتج به مطلقا، وقيل: يحتج به إن لم يكن داعية إلى بدعته، وهذا هو الأظهر والأعدل وهو قول الكثير.أو الأكثر. انتهى.
وقد سبق إلى مثله ابن أبي صلاح في علوم الحديث كما مر، فإن النووي اختصر التقريب منه.
Page 199